بوتين يوقّع مرسوما لتحديث العقيدة النووية الروسية.. ما أبرز التعديلات؟
وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، على عقيدة نووية معدَّلة تقضي بأن أي هجوم تقليدي على بلاده من أي دولة، بمشاركة دولة نووية، يُعَد هجوما مشتركا على روسيا.
وتحدد العقيدة المعدَّلة، المعروفة رسميا باسم “أساسيات سياسة الدولة في مجال الردع النووي، التهديدات التي قد تدفع روسيا -أكبرقوة نووية في العالم- إلى التفكير في استخدام مثل هذه الأسلحة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأسوشيتد برس: تحقيق يكشف إنشاء قوة فتاكة في مصنع روسي لمهاجمة أوكرانيا
تحول كبير في سياسة واشنطن بشأن استخدام الأسلحة ضد روسيا.. وموسكو تتوعد برد فوري
ما قدرات صواريخ “أتاكمز” الأمريكية التي قد تستخدمها أوكرانيا ضد روسيا؟
وحسب العقيدة الجديدة، فإن روسيا قد تفكر في توجيه ضربة نووية إذا تعرضت أو حليفتها بيلاروسيا لعدوان باستخدام “أسلحة تقليدية تهدد سيادتهما أو سلامتهما الإقليمية”.
أما العقيدة السابقة، التي حُدّدت في مرسوم عام 2020، فتنص على أن روسيا قد تستخدم أسلحة نووية إذا تعرضت لهجوم نووي من جانب عدو أو لهجوم تقليدي يهدد وجود الدولة.
وتشمل التحديثات الجديدة اعتبار أي هجوم تقليدي على روسيا من دولة غير نووية مدعومة من دولة نووية هجوما مشتركا، إضافة إلى أن أي هجوم جوي واسع النطاق بطائرات وصواريخ موجهة وطائرات مسيَّرة تعبر حدود روسيا قد يؤدي إلى رد نووي.
وتذكر العقيدة أن “أي عدوان ضد روسيا الاتحادية أو حلفائها من جانب دولة غير نووية بمشاركة أو دعم دولة نووية يُعَد هجوما مشتركا”.
وتضيف “أي عدوان تشنه أي دولة عضو في تحالف (تكتل أو اتحاد) ضد روسيا الاتحادية أو حلفائها يُعَد عدوانا من جانب التحالف بأسره”.
قرار بايدن
تأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن السماح لأوكرانيا بضرب أهداف داخل العمق الروسي بصواريخ طويلة المدى توفرها الولايات المتحدة.
كما تزامنت موافقة بوتين على سياسة الردع النووي الجديدة مع مرور ألف يوم على بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا في 24 من فبراير/شباط 2022.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، ردّا على سؤال عما إذا كانت العقيدة المحدَّثة صدرت عن قصد ردّا على قرار الولايات المتحدة السماح لأوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية الطويلة المدى لضرب أهداف في روسيا، إن الوثيقة نُشرت “في الوقت المناسب”، مشيرا إلى أن بوتين أصدر تعليمات للحكومة بتحديثها في وقت سابق العام الجاري لتكون “متوافقة مع الوضع الحالي”.
وأعلن بوتين التعديلات في العقيدة النووية لأول مرة في سبتمبر/أيلول الماضي، لدى ترؤسه اجتماعا لمناقشة التعديلات المقترحة.
ملاجئ متنقلة محصنة
وفي سياق متصل، بدأت روسيا إنتاجا متسلسلا لملاجئ متنقلة يمكنها الحماية من مجموعة متنوعة من الأخطار تتضمن الصدمات الموجية والإشعاع الناجمَين عن انفجار نووي.
وأفاد معهد الأبحاث التابع لوزارة الطوارئ الروسية بأن وحدة “كيه يو بي إم” توفر الحماية لمدة 48 ساعة ضد هذه الأخطار وغيرها من مخاطر الكوارث الطبيعية التي هي من صُنع الإنسان.
ومن بين الأخطار التي تحدَّث عنها المعهد، الانفجارات والشظايا الناجمة عن الأسلحة التقليدية، والحطام المتساقط من المباني، والمواد الكيميائية الخطرة والحرائق.
وتأخذ “كيه يو بي إم” شكل حاوية شحن مدعومة، وتتكون من وحدتين؛ إحداهما غرفة تسع 54 شخصا، والأخرى وحدة فنية. وقال المعهد إنه يمكن إضافة وحدات أخرى عند الضرورة.