جدل في إسرائيل بشأن نشر وثائق سرية للحرب وعلاقتها بمكتب نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع مجلس وزراء الحرب في تل أبيب

سادت حالة من الجدل والتباين في ردود الفعل بالشارع الإسرائيلي وداخل الأروقة السياسية، أول أمس الخميس، عقب تقدُّم صحيفة “هآرتس” ووسائل إعلام أخرى بطلب للسماح بنشر تفاصيل قضية تتعلق بمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمنظومة الأمنية، بين من رآها ورقة ضغط سياسية، ومن طالب بانتظار الكشف عن تفاصيلها بعيدا عن التخوين والاتهامات.

وقالت صحيفة “هآرتس” إنها توجهت ووسائل إعلام أخرى إلى المحكمة، بطلب السماح بنشر قضية تتعلق بمكتب رئيس الوزراء والمنظومة الأمنية الإسرائيلية، بينما قالت الصحيفة إن المنظومة الأمنية أعربت في وقت سابق عن قلقها بشأن التعامل مع الوثائق الأمنية والسرية.

وكشفت هيئة الإذاعة الإسرائيلية أن مكتب نتنياهو رد على طلب الصحيفة، وأيَّد المطالبة بالرفع الفوري لأمر حظر النشر بشأن هذه القضية، ورأى أن “التعتيم المستمر هو بمثابة غطاء للتشهير المتعمَّد والخبيث ضده”.

تلاعب بوثائق سرية

وأشارت صحيفة هآرتس إلى أنه، في وقت سابق، أفادت تقارير بأن مكتب رئيس الوزراء يوظف شخصا في هيئة المتحدث للتعامل مع القضايا الأمنية رغم فشله في اختبار التصنيف الأمني، بينما قالت هيئة تحرير موقع قناة (i24NEWS) إن المتحدث الذي كان يشغل مناصب حساسة داخل الديوان، مشتبه في ارتكابه جرائم تتعلق بأمن المعلومات.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أنه منذ بداية الحرب، جمعت القوات المناورة في قطاع غزة آلاف الوثائق، بعضها على مستوى عالٍ من التصنيف، ونُقلت إلى شعبة الاستخبارات والمنظومة الأمنية، ويجري التحقيق في المواد حسب نوعها بالشراكة مع هيئات جمع وبحث مختلفة في دائرة الاستخبارات.

وأشارت إلى أن عملية تحقيق داخلية في أروقة الجيش تجري بطلب من شعبة الاستخبارات، لمحاولة الوصول ومعرفة من الذي يستخدم بشكل تلاعبي وثائق زعم أنها سرية وتمت السيطرة عليها من حماس في غزة، ويتم تسريبها لمحاولة التأثير على الرأي العام في إسرائيل بشأن موضوع صفقة الأسرى.

خلافات غير معلنة

وقال مدونون إن التسريبات يمكن لها أن تكشف للرأي العالم ما يدار في أروقة الاجتماعات من أجندات وخلافات غير معلنة منذ عملية “طوفان الأقصى” التي انطلقت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأضافوا أن أي عملية تحقيق مع نتنياهو لن توصل إلى الحقيقة لأنه يستطيع التهرب والنسيان.

وقال الناشط الإسرائيلي يوآف غروفايس “إذا تبيَّن أن عملية نفوذ تجري من داخل ديوان رئيس الوزراء لإضعاف النضال الشعبي من أجل عودة المختطفين، فإنها ستكون خطيئة لا تُغتفر، وإن كلمة خيانة تتضاءل مقارنة بحجم الجريمة، لكن ما لا يقل رعبا هو أن جمهورا كبيرا، باستثناء معجبيه الحمقى وجهازه الدعائي، لن يفاجأ على الإطلاق إذا تبيَّن أن هذا ما حدث بالفعل”.

وقال الصحفي الإسرائيلي موتي كاستل في منشور على حسابه بمنصة إكس “دون مزيد من اللغط، التحقيق في تسريب المعلومات يبدو أنه لا يضر بأمن إسرائيل ولكنه في الأغلب يخدم حزبا سياسيا معيَّنا، وأنه ليلة بعد ليلة تتسرب المعلومات من العمل الداخلي، وكل هذا يمر بصمت تام”.

تهديد لحكومة نتنياهو

من جانب آخر، عاد ناشطون للتذكير بقضية المختطفين، ورأوا أنها تمثل حالة من الخوف لنتنياهو في حال فشله في إعادتهم إلى عائلاتهم، وتساءل أحد المدونين بالقول “لا أعلم إذا كان سيتم نشر قضية أمنية جدية”، مشيرا إلى أن نتنياهو اعترف بأن قضية المختطفين تشكل تهديدا لاستقرار حكومته.

وقال مدونون إسرائيليون إن نتنياهو يحاول استخدام وسائل الإعلام لتبرير فشله في الحرب على غزة ولبنان، وكتب أحد الإسرائيليين “هدف نتنياهو هو تبرئة نفسه من المسؤولية والذنب”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان