بعد إصراره على قطف الزيتون من أرضه.. استشهاد مُسن فلسطيني بأيدي المستوطنين (فيديو)

يتعرض المزارعون الفلسطينيون لاعتداءات مستمرة من المستوطنين، بمساندة جيش الاحتلال الإسرائيلي، في بلدة سبسطية التاريخية شمال نابلس في الضفة الغربية المحتلة.

وكان المُسن الفلسطيني أحمد غزال أحد ضحايا هذه الاعتداءات، بعدما استنشق غازا ساما أطلقه أحد المستوطنين، واستشهد بسببه بعد أسبوعين متأثرا بإصابته.

وقال رفيق غزال، نجل الشهيد أحمد، للجزيرة مباشر إن الحادث وقع نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وإن والده استشهد في 11 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وعن تفاصيل استشهاد والده في أرضه التي عمل بها طيلة حياته، قال رفيق غزال “الحادثة بدأت قبل يوم من الاعتداء، حين جاء المستوطنون إلى أرض والدي وطلبوا منه مغادرتها. ثاني يوم رجع أبي عشان يكمل قطف ثمار زيتونه. حضر عليه مجموعة مستوطنين كانوا متعرفين عليه قبلها بيوم، ولمّا شافهم أبوي بدأ بجمع الأغراض والرحيل”.

وتابع رفيق “وقت ما رحل أبي من الأرض تفاجأ بأحد المستوطنين خلفه اعتدى عليه ورشه بغاز الفلفل والغازات السامة، من وقتها بدأت صحته بالتدهور وعلى إثره دخل المستشفى واستشهد”.

اعتداءات في موسم قطف الزيتون

وأوضح معتصم غزال، ابن عم الشهيد وشاهد عيان على الواقعة، أن المزارعين الفلسطينيين في سبسطية يتعرضون باستمرار لاعتداءات المستوطنين في مواسم الحراثة وقطف الزيتون، وأن هذه الهجمات التي ينفذها المستوطنون وقوات الاحتلال ازدادت وتيرتها بعد السابع من أكتوبر 2023.

مزارعون فلسطينيون يخاطرون بحياتهم لجمع محصول الزيتون من أرضهم
مزارعون فلسطينيون يخاطرون بحياتهم لجمع محصول الزيتون من أرضهم (رويترز)

وعن استشهاد ابن عمه، قال “كنا نشتغل هون أول يوم والثاني وطردونا ورجعنا، وقالوا لنا: نبّهنا عليكم ما تيجوا، كان ابن عمي يقطف بالأرض، بعدها أولاد دار عمي بصيّحوا، رحت أركض عندهم لقيناهم راشين عليه غاز في عينيه ووجهه، وقال لي: أنا مش قادر بدي أروح”.

وأشار إلى أنه بعد الحادثة أتاه اتصال بأن المستوطنين يقطفون ثمار أرضه، وأضاف “جينا ولقيناهم، ولما شافوا معنا عصي وبدنا نمنعهم بالقوة اتصلوا بالجيش، ما في دقيقتين والجنود جايين وحجزونا أكثر من أربع ساعات. لما خلصوا، سألني جندي: مين صاحب الأرض؟ وقلت لهم: أنا، قال لي: أنت إذا بشوفك في الأرض هون يا بعتقلك يا بطلق عليك النار”.

أطماع في بلدة سبسطية

محمد عازم، رئيس بلدية سبسطية، تحدَّث للجزيرة مباشر عن أطماع الإسرائيليين بهذه البلدة التاريخية، وقال “استطاعت حكومة الاحتلال الحالية تجنيد الأموال للسيطرة على المنطقة الأثرية، ورصدت لذلك 33 مليون شيكل (نحو 8.8 ملايين دولار) لتهويدها.

وأضاف عازم أن حكومة الاحتلال توجت هذا القرار المالي بقرار عسكري آخر، إذ صدر قرار في 24 من يوليو/تموز لإقامة منشآت عسكرية تخدم الحركة الاستيطانية للسيطرة على المنطقة.

وقام الجيش والمستوطنون الإسرائيليون بتصعيد الاعتداءات على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، منذ بداية الحرب بقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.

وأدّت هذه الاعتداءات إلى استشهاد 783 فلسطينيا وإصابة نحو 6 آلاف، واعتقال حوالي 11 ألفا، وفق بيانات فلسطينية رسمية.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان