تليغراف: تهديدات بوتين النووية تصب في مصلحة ترامب.. كيف؟

علاقة ودية جمعت بوتين وترامب خلال فترة رئاسته الاولى
علاقة ودية جمعت بوتين وترامب خلال فترة رئاسته الأولى (رويترز)

قالت صحيفة “تليغراف” البريطانية في تقرير نشرته اليوم الأربعاء إن قيام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتوقيع مرسوم لتعديل العقيدة النووية الروسية أمس الثلاثاء يعني أن الولايات المتحدة سوف ينظر إليها على أنها قامت بالهجوم على روسيا إذا قدمت المساعدة لأوكرانيا.

وتنص العقيدة النووية المعدّلة التي وقّعها بوتين على أن “أي هجوم تقليدي على روسيا من أي دولة، بمشاركة دولة نووية، يُعدّ هجوما مشتركا على روسيا”، وذلك في إشارة إلى هجوم أوكرانيا على الأراضي الروسية بدعم من واشنطن.

وجاء التعديل في العقيدة النووية الروسية بعد أن سمح الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوكرانيا باستخدام صواريخ “أتاكمز” الأمريكية بعيدة المدى لضرب مناطق في العمق الروسي.

وأشارت الصحيفة إلى أن التقارير الأولية تحدثت عن أن بايدن سمح باستخدام محدود لصواريخ “أتاكمز” لضرب أهداف روسية في إقليم كورسك الروسي الذي توغلت فيه القوات الأوكرانية في شهر أغسطس/آب الماضي، لكن الضربة الأوكرانية التي تمت الثلاثاء استهدفت مستودعات للذخيرة في إقليم بريانسك الروسي الذي يقع إلى الشمال من كورسك.

نتائج محدودة

غير أن الجيش الروسي تمكن منذ فترة طويلة، وفقا للصحيفة، من التكيف مع التهديد الذي تمثله صواريخ “أتاكمز” و”هيمارز” في الأرضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا.

وعلى سبيل المثال قام الجيش الروسي بنقل طائراته منذ أشهر عدة إلى نطاق لا تصل إليه هذه الصواريخ.

وأضافت الصحيفة أنه من الناحية العسكرية من غير المنتظر أن يؤثر قرار السماح باستخدام الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى في حشود من القوات الروسية، التي يبلغ عددها 50 ألف جندي، من بينها نحو 10 آلاف جندي من كوريا الشمالية، تستعد لعملية عسكرية لطرد القوات الأوكرانية من إقليم كورسك.

صحيفة تليغراف ترى أن بوتين حقق مكاسب سياسية من تعديل العقيدة النووية الروسية
صحيفة “تليغراف” ترى أن بوتين حقق مكاسب سياسية من تعديل العقيدة النووية الروسية (رويترز)

مكاسب سياسية لروسيا

ومن ثم، ترى الصحيفة أن تعديل العقيدة النووية الروسية يحقق مكاسب سياسية متعددة لبوتين، إذ “يتصدر عناوين الأخبار، ويبدو أنه قرار مخيف، وقد يدفع الأمريكيين إلى التفكير مرة أخرى بشأن إمداد كييف بالصواريخ طويلة المدى”.

وأضافت الصحيفة أن تعديل العقيدة النووية الروسية “يزيد الانتقادات المحلية لبايدن، والاتهامات له بتصعيد الحرب في أوكرانيا، وقد يعزز موقف الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يرى أن الحرب يجب أن تنتهي في أسرع وقت ممكن”.

كما أن توقيع بوتين مرسوما لتعديل العقيدة النووية هو قرار “آمن نسبيا”، وفق وصف الصحيفة، فقد أعلن بوتين عن التغييرات في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، ولهذا لم تكن مفاجئة.

بوتين “قد يكون راضيا” بالتصعيد

ومن ثم ترى الصحيفة أن “بوتين ربما يكون راضيا” أن تتصاعد الأمور بهذا الشكل.

ونقلت الصحيفة عن تاتيانا ستانوفيا، كبيرة الباحثين بمركز روسيا وأورسيا بمعهد كارنيجي، أن “بوتين ربما يرى المزيد من التصعيد أمرا مغريا بشكل خطير”.

وبينت ستانوفيا أن المزيد من التصعيد في أوكرانيا سوف يعرض بايدن للمزيد من الانتقادات، وسوف يعزز وجهة نظر ترامب الداعية إلى محادثات مباشرة مع بوتين، ويزيد احتمالات التوصل إلى تسوية للحرب وفق شروط روسيا”.

خيارات أخرى أمام روسيا

وأوضحت الصحيفة أنه رغم كثرة الحديث عن التهديدات الروسية النووية، فإن روسيا تمتلك خيارات أخرى للتصعيد بخلاف استخدام الأسلحة النووية.

إذ يمكن لروسيا، وفق الصحيفة، أن تمد الحوثيين في اليمن بأسلحة وبيانات مفصلة عن الأهداف لزيادة الضغوط على سفن الشحن الغربية، كما يمكن لروسيا أن تشجع جهات تعمل بالوكالة عنها لضرب قوات وأصول أمريكية في مناطق مختلفة في العالم.

وتمضي الصحيفة في تفصيل خيارات موسكو للتصعيد، فتذكر أن من بينها “تصعيد حملة التخريب في أوروبا بحيث تشمل كابلات الاتصالات تحت البحر”.

وأضافت الصحيفة أنه بالطبع لا يمكن استبعاد استخدام السلاح النووي بشكل كامل، لكن حتى العقيدة النووية الروسية المعدلة تستخدم “لغة حذرة” بشأن استخدام السلاح النووي.

ووفق العقيدة الروسية المعدلة يمكن لروسيا استخدام السلاح النووي “إذا واجهت هجوما تقليديا يشكل تهديدا خطيرا لسيادتها أو وحدة أراضيها”.

وعلقت الصحيفة بقوله إنه من الصعب أن نرى أن الهجمات بصواريخ “أتاكمز” الأمريكية على أهداف روسيا يمكن أن تصل إلى هذه الدرجة من التهديد لروسيا.

المصدر : صحيفة التليغراف

إعلان