فاينانشال تايمز تكشف تفاصيل الضربة الأوكرانية داخل روسيا بصواريخ أمريكية
ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، اليوم الثلاثاء، نقلا عن مسؤولين أوكرانيين، أن أوكرانيا ضربت هدفا عسكريا داخل روسيا باستخدام صواريخ “أتاكمز” الأمريكية الطويلة المدى، وذلك للمرة الأولى منذ أن رفعت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن القيود التي سبق أن فرضتها على استخدام أوكرانيا لهذه الصواريخ.
وأضافت الصحيفة أن صواريخ “أتاكمز” التي أطلقتها أوكرانيا “أصابت مستودعا كبيرا للأسلحة بالقرب من مدينة كراتشيف في أقليم بريانسك الروسي يوم الثلاثاء، وذلك على مسافة 115 كيلومترا من الحدود الأوكرانية”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsتحول كبير في سياسة واشنطن بشأن استخدام الأسلحة ضد روسيا.. وموسكو تتوعد برد فوري
زعيم كوريا الشمالية يحشد جيشه استعدادًا للحرب
ما قدرات صواريخ “أتاكمز” الأمريكية التي قد تستخدمها أوكرانيا ضد روسيا؟
ويقع مستودع الأسلحة الذي استهدفته أوكرانيا على مسافة 190 كيلومترا شمال خط المواجهة في إقليم كورسك الروسي، حيث تحاول القوات الروسية طرد القوات الأوكرانية التي تحتل حاليا نحو 600 كيلومتر مربع من الأراضي الروسية عقب هجوم مفاجئ في شهر أغسطس/آب الماضي.
تحوُّل في السياسة الأمريكية
وتأتي الضربة الأوكرانية بعد مرو نحو ألف يوم على اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي بدأت في فبراير/شباط 2022.
وكانت أوكرانيا قد طالبت الولايات المتحدة لأكثر من عام بالسماح لها باستخدام الصواريخ الأمريكية الطويلة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
ومؤخرا قرر بايدن رفع القيود على استخدام هذه الصواريخ، فيما وصفته الصحيفة بأنه “تحوُّل كبير في السياسة الأمريكية قبل عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل”.
وتعهد ترامب خلال حملته الانتخابية بإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ووجَّه انتقادات حادة للتكاليف الهائلة التي تتحملها الخزانة الأمريكية لتقديم الدعم لأوكرانيا لمواصلة الحرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الدفاع الروسية أكدت وقوع الضربة الأوكرانية الثلاثاء، لكنها قالت إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت خمسة صواريخ “أتاكمز” من بين ستة أطلقتها أوكرانيا، فوق سماء إقليم بريانسك.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الضربات الأوكرانية على روسيا بصواريخ بعيدة المدى تشكل “مرحلة جديدة” في النزاع، متوعدا بـ”رد مناسب”.
واتهم لافروف أوكرانيا والغرب بالسعي إلى التصعيد، لافتا إلى أن أوكرانيا لم تكن لتطلق صواريخ بعيدة المدى على روسيا بدون مساعدة الأمريكيين.
الاشتباكات في إقليم كورسك
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن بايدن سمح باستخدام محدود لصواريخ أتاكمز داخل روسيا، وأنها على الأرجح ستُستخدم لمساعدة أوكرانيا في عمليتها في منطقة كورسك الروسية.
وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا حشدت 50 ألف جندي في إقليم كورسك، من بينهم 10 آلاف جندي من كوريا الشمالية مسلحون بالمدفعية الثقيلة وأنظمة إطلاق الصواريخ، قبل عملية روسية مرتقبة تهدف إلى طرد القوات الأوكرانية من الأراضي الروسية.
ألف يوم من الحرب
من جانبه، قام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الثلاثاء، بإحياء ذكرى مرور ألف يوم على اندلاع الحرب، داعيا إلى دفع موسكو نحو “سلام عادل”.
وقال زيلينسكي، في خطاب عبر “الفيديو” أمام البرلمان الأوروبي، لتوجيه الشكر إلى مؤيدي أوكرانيا، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفتقر إلى “الدافع الحقيقي” للدخول في مفاوضات سلام حقيقية.
ودعا زيلينسكي إلى فرض عقوبات أشد على السفن الروسية التي تنقل النفط، وإرسال المزيد من الأسلحة لضرب الأهداف العسكرية الروسية مثل مستودعات الذخيرة، لدفع بوتين نحو طاولة المفاوضات.
وحذر الرئيس الأوكراني من أن بوتين، في سعيه لتحقيق النصر، قد يزيد عدد القوات الكورية الشمالية المنتشرة على حدود أوكرانيا من 11 ألفا إلى 100 ألف جندي.
كما انتقد زيلينسكي، في رسالة موجهة بشكل خاص إلى المستشار الألماني أولاف شولتس، القادة الأوروبيين بسبب تركيزهم على الفوز بالانتخابات “على حساب أوكرانيا” بينما يركز بوتين على كسب الحرب، وفق تعبيره.