اتفاق “كوب 29”.. بايدن يعُده “خطوة مهمة” وانتقادات شديدة من المجموعة الإفريقية

دعت أكثر من 350 منظمة الدول النامية إلى الانسحاب من المفاوضات

اختتام مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (كوب29) باكو أذربيجان
اختتام مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين "كوب 29" في باكو، أذربيجان (الأناضول)

نشرت الرئاسة الأذربيجانية لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (كوب 29)، اليوم الأحد، مسودة الاتفاق النهائية بشأن تمويل المناخ التي ستُعرض على الدول المجتمعة في العاصمة باكو.

وتضمنت إسهامات الدول المتقدمة في تمويل الانتقال البيئي للدول النامية بـ300 مليار دولار سنويا “على الأقل” حتى عام 2035. وهو “هدف جماعي جديد” سيحل مكان الهدف السابق المتمثل في 100 مليار دولار سنويا. لكن هذا الرقم أقل بمرتين مما كانت تطالب به البلدان الفقيرة، وهو جهد ضئيل مع أخذ التضخم في الاعتبار، وفق المنظمات غير الحكومية.

وستظل الإسهامات من دول أخرى، من بينها دول الخليج والصين، على أساس “طوعي”. وتنص الوثيقة على أن إسهامات الدول الغنية تأتي من أموالها العامة واستثمارات خاصة تجمعها أو تضمنها ومن “مصادر بديلة”، وهو ما يعني فرض ضرائب عالمية محتملة (على الثروات الكبيرة أو الطيران أو النقل البحري) ما زالت قيد الدرس.

اختتام مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (كوب29) باكو أذربيجان
اختتام مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين “كوب 29” في باكو، أذربيجان (رويترز)

مسودة اتفاق

حاولت مسودة الاتفاق التوفيق بين مطالب الدول المتقدمة ولا سيما الاتحاد الأوروبي، ومطالب الدول النامية التي تحتاج إلى مزيد من الأموال للتكيف مع مناخ أكثر تدميرا يتسبب به حرق البلدان المتطورة للنفط والفحم منذ أكثر من قرن.

وتطالب الدول الغربية بتوسيع لائحة الأمم المتحدة التي تعود إلى عام 1992، للدول المسؤولة عن تمويل المناخ، معتبرة أن الصين وسنغافورة ودول الخليج أصبحت أكثر ثراء منذ ذلك الحين. لكن هذه البلدان حصلت على ما تريد، فالمسودة تنص بوضوح على أن إسهاماتها المالية ستظل “طوعية”.

والجمعة، اقترحت الدول الغنية زيادة التزاماتها المالية المخصَّصة للعمل المناخي إلى 250 مليار دولار بحلول عام 2035، لكن الدول الفقيرة رفضت ذلك.

ويطالب الأوروبيون بأن يكون هذا الرقم مصحوبا بتقدم آخر في نواح عدة لتسوية نهائية. ويسعى الاتحاد الأوروبي خصوصا إلى أهداف أكثر طموحا للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، لكنه يواجه معارضة من الدول المنتجة للنفط.

اختتام مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (كوب29) باكو أذربيجان
اختتام مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين “كوب 29” في باكو، أذربيجان (رويترز)

نجاح غير مؤكد

قال مفوض الاتحاد الأوروبي فوبكه هوكسترا “نبذل كل ما بوسعنا لبناء جسور على كل المحاور وتحقيق نجاح، لكن من غير الواضح ما إذا كنا سننجح”.

وشدَّد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا على “عدم تأجيل” مهمة باكو حتى عام 2025، وقال الوزير الأيرلندي إيمون ريان “علينا أن نعطي الأمل للعالم، وأن نثبت أن التعددية ناجحة”.

في المقابل، دعت أكثر من 350 منظمة غير حكومية الدول النامية إلى الانسحاب من المفاوضات، قائلة إن عدم التوصل إلى اتفاق خير من التوصل إلى اتفاق سيئ.

اعتماد قواعد تداول أرصدة الكربون

واعتمد “كوب 29” قواعد جديدة، تتيح للدول الغنية تحقيق أهدافها المناخية من خلال تمويل مشروعات خضراء في دول إفريقيا وآسيا بدلا من خفض انبعاثاتها الخاصة من الغازات الدفيئة.

ويأتي هذا القرار بعد سنوات من الجدل الحاد بشأن تداول أرصدة الكربون للحد من الانبعاثات. وكانت أرصدة الكربون تستخدمها أساسا الشركات الراغبة في خفض انبعاثاتها، وهي سوق لا تلتزم بقواعد دولية، وشهدت العديد من الفضائح.

احتجاجات ضد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين (كوب29)
احتجاجات ضد مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين “كوب 29” (الفرنسية)

لكن من الآن فصاعدا، ومن أجل تحقيق أهدافها المناخية الناشئة عن اتفاق باريس، سوف تتمكن البلدان الغنية الملوثة من شراء أرصدة الكربون، من خلال التوقيع على اتفاقات مباشرة مع بلدان نامية.

وهذا الإجراء منصوص عليه في اتفاق باريس عام 2015، وقرار السبت يجعله ساري المفعول. ويخشى الخبراء أن تسمح هذه الآليات للدول بممارسة “الغسل الأخضر” على نطاق واسع، أي خفض انبعاثاتها من دون أن تبذل فعليا جهودا في هذا الاتجاه.

وتعوّل البلدان النامية في إفريقيا وآسيا بشكل كبير على هذه المعاملات للحصول على تمويل دولي، ويجب على البلدان الغنية أن تمول أنشطة تعمل على الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي في البلدان النامية، مثل زراعة الأشجار، أو استبدال السيارات العاملة بالوقود بأخرى كهربائية، أو الحد من استخدام الفحم.

واستباقا للضوء الأخضر الذي كان متوقعا في باكو، تم التوقيع على 91 اتفاقا ثنائيا، معظمها من اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة، لـ141 مشروعا رائدا، وفق حصيلة وضعتها الأمم المتحدة حتى السابع من نوفمبر/تشرين الثاني.

بايدن يشيد باتفاق “كوب 29”

أشاد الرئيس الأمريكي جو بايدن باتفاق (كوب 29) بوصفه “خطوة مهمة” في مكافحة الاحترار المناخي، متعهدا بأن تواصل بلاده عملها رغم موقف خلفه دونالد ترامب المشكك في تغيّر المناخ.

وقال بايدن “قد يسعى البعض إلى إنكار ثورة الطاقة النظيفة الجارية في أمريكا وحول العالم أو إلى تأخيرها، لكن لا أحد يستطيع أن يعكس هذا المسار”.

تنازلات للدول الأكثر ضعفا

بعد انسحابها لفترة وجيزة من المشاورات والشكوى من عدم الاستماع لها أو استشارتها، اقتنعت الدول الـ45 الأقل تقدما ومجموعة الدول الجزرية الصغيرة التي تضم نحو 40 بلدا، في نهاية المطاف بعدم عرقلة الاتفاق.

فقد أرادت تخصيص جزء من المساعدات المالية لها بشكل صريح، خلافا لرأي الدول الإفريقية ودول أمريكا الجنوبية.

المصدر : وكالات

إعلان