فقد البصر والحرب والفقر.. أسرة من غزة تعيش معاناة مضاعفة (فيديو)
بعد تدمير بيتها ونزوحها المتكرر، لم تجد الفلسطينية الكفيفة ياسمين أبو جاموس (33 عامًا)، مأوى سوى مقبرة لتعيش داخل خيمة فيها مع زوجها وطفلتيها اللتين تعانيان أيضا من فقد البصر، وهما روان (4 أعوام) وتهاني (عامان).
وقالت ياسمين للجزيرة مباشر إنها جاءت مع عائلتها الصغيرة إلى المقبرة قبل نحو 4 أشهر، بعد رحلة نزوح صعبة ومتكررة على مدار أشهر الحرب، أمضت خلالها نحو أسبوعين في الطرقات بلا مأوى.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشهداء في هجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة
أربع دبابات وجرافة.. القسام تعرض توثيقا لكمينين ضد قوات الاحتلال في رفح (فيديو)
“خوذة بلا رأس”.. مشاهد من اشتباكات عنيفة لسرايا القدس مع قوات الاحتلال في جباليا (فيديو)
وأشارت ياسمين إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمّر منزلها في بني سهيلا بخان يونس، ولم يُبقِ لها فرصة أخيرة لإخراج أمتعتهم من المنزل قبل مغادرته، ما زاد من قسوة الظروف التي يعيشونها.
“شيء مرعب للغاية”
وفي وصفها لمعيشتها بين القبور، قالت بنبرةٍ مرتجفة: “شيء مرعب للغاية، قبل الحرب كنت أخاف المرور بجوار المقابر، لم أتخيّل أن يضيق بي الحال للحد الذي أُضطر فيه لاختيار المقبرة كمسكن لنا”.
وبسبب فقدهن البصر، لا ترى ياسمين ولا طفلتاها القبور ولا المشاهد الصعبة لجثامين الشهداء الذين يدفنون في المقبرة، لكنهن يسمعن بكاء المُوَدِعين.
كما تسمع الأم وطفلتاها، قصص الشهداء المؤلمة من الجيران، إذ ينقبض قلب الأم الذي لا يُغادره الخوف والقلق، وقالت “أحمد الله أنني لا أرى كي لا أتعذب أكثر”.
واشتكت ياسمين من انتشار الحشرات في أرجاء الخيمة وعدم توفر بيئة صحية لها ولابنتيها، وقالت “ما في اليد حيلة، الحشرات لا تفارق المكان، تأذينا كثيرًا منها، وحاولنا القضاء عليها أو تخفيفها، لكن الظروف هنا أصعب من أن تشرحها الكلمات”.
مخاوف من الكلاب الضالة
وتحدثت ياسمين أيضاعن الكلاب الضالة التي تأتي للمقابر وتنبشها: وقالت “بناتي يهربن إلى حضني خوفًا منها بينما أنا لا أعرف إن كانت الكلاب في الخيمة أم في الخارج، وهذه معاناة ثانية يُخفف استيقاظ زوجي وطأتها علينا”.
وفي ختام حديثها أكدت أنّ ذوي الإعاقة البصرية يعانون من ظروف استثنائية في الحرب، حيث يحيطهم القصف من كل جانب، كما يقاسون من معاناة مضاعفة.
وقالت إن المعاناة تتضاعف خلال رحلات النزوح المتكرر وسط الطرق المدمرة والخوف من الوقوع في حفر أو التعثر بالركام، متمنيةً أن يهبها الله الراحة وتنتهي هذه المعاناة.