هآرتس: إسرائيل في مفترق طرق.. وهذه الأزمات ستُعيد تشكيل المشهد

قضية الأسرى تحتل رأس سلم الأولويات رغم الهدنة المعلنة على الجبهة الشمالية

نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، أمس الخميس، تحليلًا عسكريًا وسياسيًا للمحلل عاموس هرئيل، تناول فيه التحديات المتشابكة التي تواجه الحكومة الإسرائيلية على الجبهات الشمالية والجنوبية، مع التركيز على قضية الأسرى، وسط تجدد الحديث عن الاستيطان في غزة، وتصاعد التحديات الأمنية والإنسانية.

وأكد هرئيل أن قضية الأسرى تحتل رأس سلم الأولويات رغم الهدنة المعلنة على الجبهة الشمالية، وأشار إلى تقديرات استخباراتية تفيد بأن نصف الأسرى الـ101 قد ماتوا أو يعانون من أوضاع خطرة نتيجة ظروف احتجاز قاسية، ومع تزايد الضغوط الشعبية والدولية لم تُبد الحكومة الإسرائيلية استعدادًا لتقديم تنازلات لحل القضية.

وأضاف الكاتب أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يبدو أنه يساوي بين إنقاذ الأسرى والحفاظ على استقرار حكومته، بينما يركز وزراء اليمين المتطرف، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، على العودة إلى الاستيطان في غزة، مما يفاقم معاناة عائلات الأسرى.

الجبهات المختلفة.. هدوء مشروط

وأشار المقال إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد (حزب الله) أضعفت قدراته بشكل ملحوظ، مما دفع الحزب للموافقة على شروط إسرائيلية، أبرزها عدم ربط وقف إطلاق النار في لبنان بما يحدث في غزة، ومع ذلك حذر الكاتب من احتمال استغلال (حزب الله) للهدنة لإعادة بناء قدراته العسكرية بدعم إيراني.

جبهة غزة: فوضى بلا رؤية

ووصف الكاتب الوضع في غزة بـ”الفوضى الموجهة”، حيث تستمر العمليات العسكرية دون استراتيجية واضحة لمستقبل القطاع، وتُتهم الحكومة بأنها تُقدّم أولويات سياسية على القضايا الإنسانية، مما يثير انتقادات داخل المجتمع الإسرائيلي حول إدارتها للملف.

الضفة الغربية: تنسيق أمني وجمود سياسي

وتناول المقال استمرار التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مع اعتقال السلطة لمقاتلي (حماس)، بينما تواجه قيودًا اقتصادية وعراقيل من الجانب الإسرائيلي، وأشار الكاتب إلى أن السلطة تسعى للحفاظ على الوضع الراهن دون تعاطف ظاهر مع (حماس).

منصة إنتاج نفطية بجانب العلم الإيراني (رويترز)

إيران والمشهد الإقليمي

وذكر المقال أن إيران تراقب التطورات في المنطقة بعناية “رغم الهزائم المتتالية التي تعرضت لها مليشياتها”، على حد قوله، وتشير التقديرات إلى أن طهران قد تُعيد النظر في استراتيجيتها الإقليمية، وربما تسعى لحلول تفاوضية مع القوى الغربية، خاصة مع عودة إدارة ترامب التي تفضل إنهاء الصراعات.

كما تحدث هرئيل عن التحسينات في الكفاءات الطبية العسكرية، مستشهدًا بقصة ضابط أصيب في غزة وتم إنقاذ حياته بفضل الاستجابة السريعة لفرق الإنقاذ، وأشار إلى أن هذه التحسينات أسهمت في خفض معدلات الوفيات بين الجنود المصابين منذ عام 2006.

وخلص المقال إلى أن الواقع الإسرائيلي الحالي يتسم بتشابك المصالح السياسية مع التحديات الأمنية والإنسانية، ورغم الإنجازات الميدانية تبقى التساؤلات حول أولويات الحكومة قائمة، مع تصاعد الانتقادات لنهجها في التعامل مع قضايا الأسرى ومستقبل غزة والتحديات المقبلة مع (حزب الله).

المصدر : صحيفة هآرتس الاسرائيلية

إعلان