ذهبن لإحضار الخبز فعُدن في أكفان.. وفاة امرأتين وطفلة بسبب التدافع أمام مخبز بقطاع غزة (فيديو)

تسبب التدافع الشديد أمام أحد المخابز الرئيسة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، في وفاة امرأتين وطفلة، خلال محاولاتهن الحصول على الخبز.

ويعاني سكان القطاع، من أزمة خانقة فيما يتعلق بالحصول على رغيف الخبز، ويضطر عدد كبير منهم للوقوف لساعات طويلة في طوابير بشكل يومي، أملًا منهم في الحصول على الخبز لإطعام عائلاتهم.

وقال أسامة أبو اللبن، والد الطفلة رهف، التي توفيت على إثر التدافع بين النازحين، إنه أعطى طفلته مبلغًا من المال من أجل شراء ربطة خبز من أحد الباعة على باب المخبز بدلا من الوقوف في الطوابير، لكنها عادت له جثة هامدة.

وأوضح أبو اللبن، للجزيرة مباشر، أنه كان ينتظرها للخروج إلى السوق، وأنها بمجرد شرائها لربطة الخبز اختنقت في التدافع الذي وقع بين آلاف النازحين وتوفيت على الفور، مضيفًا “لا أعرف كيف عادت لي جثة هامدة، ما يحدث في غزة غير طبيعي”.

ووجّه الوالد المكلوم حديثه لجثمان طفلته قائلًا “سلمي على الشهداء، واحكي لهم عن معاناتنا، فوضت أمري إلى الله وإنا لله وإنا إليه راجعون”.

تعول أسرة من 10 أفراد

وقال جميل فياض، شقيق نسرين فياض، التي توفيت على إثر التدافع أمام المخبز، إن أخته تعاني مثل باقي أهل غزة، من أجل الحصول على الدقيق والخبز، موضحا أنها تذهب يوميًا وتقف في طابور طويل من أجل الحصول على ربطة خبز لعائلتها.

وأوضح فياض، للجزيرة مباشر، أن شقيقته تعول 10 من الأولاد، وتقف لفترة طويلة للغاية أمام المخبز، وأضاف “للأسف لا يوجد نظام أو أي مقومات للحصول على ربطة الخبز، والتدافع هو سبب وفاتها”.

وتابع فياض قائلا “إذا لم تذهب شقيقتي للمخبز من أجل الحصول على ربطة الخبز فإنها لن تعيش، وخصوصا أن الدقيق غير موجود في غزة”، متهمًا المؤسسات الدولية بالتسبب في هذه الأزمة.

وأكد فياض أن “الاحتلال أيضًا مسؤول عما يحدث أمام المخابز بسبب سياساته تجاه غزة، لكن هناك تقصير أيضا من منظمة الغذاء العالمي وجهات أخرى، وهو ما يزيد من معاناة النازحين من أزمة الخبز”.

وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أعلن، الجمعة، أن المخابز جميعها في وسط قطاع غزة أغلقت بسبب منع إسرائيل وصول الإمدادات الضرورية إليها.

وأصدر المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، الجمعة، بيانا يطالب فيه برنامج الغذاء العالمي “بتحمل مسؤولياته وتوزيع الطحين على شعبنا لإنهاء أزمة الغذاء الحالية ووقف كارثة الازدحام على أبواب المخابز”.

وتابع البيان “لقد تلقينا بكل أسف خبر وفاة 3 حالات، وقبلها أيضا تلقينا بكل أسف مقتل حالات أخرى، ممن كُن ينتظرن على أبواب المخابز للحصول على ربطة خبز لإطعام أبنائهم وأسرهم وعائلاتهم، السبب في ذلك هو التدافع الكبير للمواطنين الذين يعانون من الجوع في مرحلة متقدمة”.