إيران وترامب.. ما تأثير عودة الرئيس الجمهوري على طهران؟
عقب انتخاب دونالد ترامب مجددا رئيسا للولايات المتحدة، أظهرت إيران لا مبالاة، وأعلنت رسميا أنها لا تتوقع أي تحول جوهري في السياسة الأمريكية، خصوصا فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة عليها أو الحرب في غزة ولبنان.
واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الخميس، أن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة “لا يغيّر شيئا” بالنسبة إلى طهران.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsأول تعليق من إيران على فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية
بتمويل المساعدات العسكرية الأمريكية.. إسرائيل تشتري 25 طائرة مطورة من طراز إف-15
شاهد: جندي إسرائيلي يحتفل بفوز ترامب بإطلاق النار على منازل الأهالي في غزة
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن بزشكيان قوله إن “أولويتنا هي تطوير علاقاتنا مع جيراننا والدول الإسلامية”.
ورأت إيران، الخميس، أن فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية يشكّل فرصة للولايات المتحدة “لمراجعة التوجهات غير الصائبة السابقة”.
تجارب مريرة مع ترامب
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في تصريحات نقلتها “إرنا” “لدينا تجارب مريرة جدا مع السياسات والتوجهات السابقة للإدارات الأمريكية المختلفة”.
ففي عام 2018، انسحب ترامب بشكل أحادي من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وأعاد فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية.
وفي عام 2020، قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني في غارة جوية قرب مطار بغداد.
مرحلة حساسة لطهران
ويعود ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني المقبل، بعد أن هزم كامالا هاريس، لكن في مرحلة بالغة الحساسية بالنسبة إلى طهران التي دخلت في مواجهة مباشرة مع إسرائيل مؤخرا.
وقال جون غازفينيان، مؤلف كتاب عن تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، لوكالة الأنباء الفرنسية “إن إيران تتبنى تقليديا نهج الانتظار والترقب بعد انتخاب رئيس أمريكي جديد”.
وأضاف أن أسلوب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي هو مراقبة “الإجراءات الملموسة التي تتخذها الإدارة الجديدة (أو لا تتخذها) كمؤشر على نهجها تجاه إيران”.
وخلال ولايته الأولى عام 2017، سعى ترامب إلى تطبيق استراتيجية “الضغوط القصوى” من خلال فرض عقوبات على إيران، ما أدى إلى ارتفاع التوتر بين الطرفين إلى مستويات جديدة.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2017، اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، وفي العام التالي نقل السفارة الأمريكية إليها، كما اعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل عام 1967.
“ترامب يشكل خطرا أكبر على إيران”
وقال محلل السياسة الخارجية رحمن قهرمانبور لوكالة الأنباء الفرنسية إن “ترامب تجاوز بالفعل الخط الأحمر الذي كان موجودا في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة”.
وأضاف أنه بالنظر إلى التوترات الحالية في المنطقة، وتاريخه في السياسة الخارجية، فإنه يشكل “خطرا أكبر” على مصالح إيران مقارنة بالديموقراطيين.
وقال غازفينيان إن “إنهاء عزلة إيران لن يكون ببساطة على جدول أعمال” ترامب.
أضاف “من المرجح أن تسعى إدارة ترامب إلى اتخاذ خطوات استفزازية وتصعيدية تهدف إلى سحق الجمهورية الإسلامية أو انهيارها”.
والثلاثاء قال ترامب للصحفيين إنه “لا يتطلع إلى إلحاق الأذى بإيران”.
وأضاف بعد أن أدلى بصوته في الانتخابات الرئاسية “شروطي سهلة جدا. لا يمكن لهم أن يمتلكوا سلاحا نوويا. أود أن يكونوا دولة ناجحة جدا”.
وتنفي إيران أي طموح لتطوير سلاح نووي، مشددة على أن أنشطتها سلمية تماما، لكنها علقت تدريجا امتثالها للقيود المفروضة على الأنشطة النووية بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.
وأعرب بزشكيان الذي تولى منصبه في تموز/يوليو الماضي عن تأييده لإحياء هذا الاتفاق، داعيا إلى إنهاء عزلة بلاده.
والشهر الماضي، قال وزير الخارجية عباس عراقجي إن المحادثات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة، عبر عُمان، توقفت بسبب التوترات الإقليمية.
موقف ترامب من حرب غزة ولبنان
ورجح الخبير السياسي فؤاد إزادي أن يبقى إنهاء الحرب في غزة ولبنان “بعيدا عن الأولويات” بالنسبة للولايات المتحدة.
وقال “لا أعتقد أنهم مهتمون بوقف إطلاق النار في أي وقت قريب”.
وكانت إيران تدفع باتجاه وقف إطلاق النار في غزة ولبنان، إذ قال بزشكيان، الأحد، إن أي اتفاق محتمل “قد يؤثر على شدة” رد طهران على الضربات الإسرائيلية.
وفي 26 أكتوبر/تشرين الأول نفذت إسرائيل غارات جوية على مواقع عسكرية في إيران، وذلك ردا على هجوم طهران في الأول من الشهر نفسه على إسرائيل، الذي كان في ذاته انتقاما لاغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
“الشيطان الأكبر”
والخميس، تنوعت عناوين الصحف الإيرانية، فوصفت صحيفة كيهان المحافظة الولايات المتحدة بأنها “الشيطان الأكبر، بغض النظر عن هوية الرئيس”.