غارة إسرائيلية تدمر مبنى عثمانيا قرب معابد بعلبك الأثرية (صور)
دمرت غارة إسرائيلية مبنى يعود للحقبة العثمانية بالقرب من معابد بعلبك شرقي لبنان، المدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، في أقرب نقطة يصل إليها القصف الإسرائيلي لأحد أهم المواقع الأثرية في لبنان.
وأظهرت مشاهد من الموقع أكواما من الحجارة والمعادن المتناثرة بجوار حافلة محترقة على بعد عشرات الأمتار فقط من المعابد الأثرية، وذلك في أعقاب الهجوم الذي جاء ضمن سلسلة من الغارات أسفرت عن استشهاد 40 شخصا في المدينة ومحيطها.
الى العدو #الإسرائيلي:
حقدك على لبنان، على شعبه الشريف، على موروثه الأثري والثقافي، حقدٌ لا حدود له، وسبب هذا الحقد ان #لبنان نقيضٌ لكم ولكيانكم المقيت على المستويات كافة، وهو سينهض من جديد عزيزاً أبيّاً منارةً للعيش الواحد وسيظلّ المسقط لكم أخلاقياً، الفاضح لعقيدتكم البشعة… pic.twitter.com/dOSDMExjSm— القاضي محمد وسام المرتضى وزير الثقافة (@JugeMMourtada) November 7, 2024
وقال محافظ بعلبك بشير خضر إن المبنى المدمر يقع في حي المنشية التاريخي خارج موقع المعبد القديم، مشيرا إلى أنه مبنى ذو قيمة تاريخية كبيرة، وأضاف أن الحي عادة ما يكون مكتظا بالسياح، لكن لم يكن أحد داخل المبنى وقت القصف، بحسب ما نقلت “رويترز”.
وأوضح خضر أنه لم تتضح حتى الآن أي أضرار لحقت بمجمع المعابد، مؤكدا الحاجة إلى خبراء ومهندسين وعلماء آثار لمعاينة الموقع، وهو ما لم يتسن بعد بسبب استمرار الغارات.
من جانبها، أفادت مايا حلبي رئيسة قسم الإعلام في مهرجانات بعلبك الدولية بأن أضرارا لحقت بثلاثة مواقع تعود إلى العصر العثماني جراء الغارات الإسرائيلية في الأسابيع الأخيرة، من بينها ثكنة غورو وفندق بالميرا والمنزل الذي دُمر الأربعاء.
مناشدة لبنانية
وناشد أكثر من 100 نائب لبناني، الخميس، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” حماية المواقع التاريخية، في نداء يسبق اجتماعا طارئا تعقده المنظمة في باريس بشأن تراث لبنان.
ووجّه نواب يمثلون غالبية الكتل في البرلمان اللبناني رسالة إلى المديرة العامة “لليونسكو” أودري أزولاي، مناشدين إياها حماية المواقع التاريخية في لبنان من خطر التصعيد العسكري الراهن.
وأكد النواب في رسالتهم ضرورة إعطاء الأولوية لحماية المواقع الأثرية في بعلبك وصور وصيدا وغيرها، داعين المنظمة الدولية إلى تعبئة سلطتها وحشد الاهتمام الدولي لاتخاذ التدابير الحمائية اللازمة.
وعقب هذه المناشدة، أعلنت “اليونسكو” عزمها عقد اجتماع طارئ في 18 نوفمبر/تشرين الثاني بمقرها في باريس للنظر في وضع 34 موقعا ثقافيا.
وحذرت المنظمة من أن تصاعد الأعمال العدائية في لبنان يشكل تهديدا جديا للتراث الثقافي والطبيعي العالمي في البلاد، مما قد يؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها.
يذكر أن بعلبك، الواقعة في سهل البقاع، تضم أحد أكبر وأفضل مجمعات المعابد اليونانية والرومانية والفينيقية في بلاد الشام، وهي محط أنظار السياح من مختلف أنحاء العالم.