آمنة الزريعي.. شابة من غزّة تعمل على عربة كارو لتعول أسرتها (فيديو)
في منطقة “الحكر” بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، تقود الشابة آمنة الزريعي عربة يجرها حمار لتوفير قوت يومها ومساعدة عائلتها التي فقدت منزلها خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
ولم ترضخ آمنة للظروف القاسية وتمنعها من تحمل المسؤولية، خاصة وأن والدها أصم وأبكم.
اقرأ أيضا
list of 4 items“رمونا من الباص”.. دانيا حناتشة تكشف انتهاكات الاحتلال للأسيرات حتى اللحظات الأخيرة (فيديو)
شرطة غزة تنتشر في محافظات القطاع جميعها وتكشف عدد شهدائها خلال الحرب (فيديو)
حُرّر في صفقتين.. “أحمد أبو عليا” كان شاهدا على التنكيل بخالدة جرار وهدّده الاحتلال (فيديو)
تبدأ آمنة (28 عاما) يومها منذ الساعة الثامنة صباحًا وحتى الظهيرة، وتتنقل بين المناطق لنقل الركاب بمقابل مادي بسيط، لكنها تعاني من صعوبة تغطية احتياجات أسرتها وتوفير العلف لحمارها.
“يا دوب على قد أكل أهلي”
تقول آمنة “المواصلات بشيكل واحد فقط، يا دوب بجيب على قد أكل أهلي، أما الحمار والله بقدرش أجيب له لأنه الشعير غالي في ظل تسكير المعابر”.
وقبل الحرب، كانت آمنة تدرس الخياطة في أحد المراكز النسوية، وتحلم بامتلاك ماكينة خياطة للعمل ومساعدة أهلها، لكن الحرب أجبرتهم على النزوح من منزلهم في منطقة أبو العجين، ووجدت نفسها مضطرة للعمل على عربة كارو.
وتوضح آمنة قائلة “كنت في الدار قاعدة، وكان نفسي أجيب ماكينة وأطلع خياطة وأساعد أهلي، مقدرتش أجيب ماكينة، وملناش غير الله والحمد لله على كل حال”.
ورغم الانتقادات التي واجهتها في البداية كونها فتاة تعمل في مهنة غير مألوفة، فإنها أصرت على إثبات نفسها، وتقول آمنة “بيقولولي انتي جايه تسوقي؟ هاتي شاب معك، قلتلهم.. لا أنا بقدر” وأضافت “مع الأيام تعودوا ونسوا الموضوع”.
مخاوف من القصف
ولا تخفي آمنة مخاوفها اليومية من القصف الإسرائيلي أو التعرض لحادث خلال عملها وتقول “أكثر إشي صعوبة ممكن، لا سمح الله، القصف يكون جنبي، أو يصير معي حادث، لازم أتوكل على الله إنه أنا ممكن ما أرجعش”.
وتشكو آمنة أيضًا من الإرهاق البدني بعد يوم طويل من العمل، وتصف حالها قائلة “أنا بروح من السواقة تعبانة وهلكانة، وبرتمي على الفراش من كتر التعب، طول النهار وأنا بشتغل من 8 إلى 12 وأنا دايخة وحالتي حالة”.
وفي ظل غياب الدعم، تلجأ آمنة لطرق بدائية لرعاية حمارها، وتوضح: “والله لما ينجرح الحمار ما عندي دواء لأن المعابر مسكرة، حطيتله سكن ورماد عشان أعالجه، الحمار زينا برضو ما بيتحملش”.
ورغم كل التحديات، تحلم آمنة بمستقبل أفضل، ليس فقط لها، بل لعائلتها، وتقول “أمنيتي أسافر برا على الضفة، وآخذ أهلي معي، الوضع صعب جداً.. مش يضلوا في قطاع غزة لأنه الوضع صعب ومالهمش حيلة”.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عقب طوفان الأقصى في أكتوبر/تشرين الأول 2023 زاد اعتماد الأهالي في القطاع على العربات الكارو (التي يجرها حصان أو حمار) بسبب النقص الكبير في الوقود، في ظل الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر.