السودان.. مقتل عشرات المدنيين وسط تصاعد المواجهات بين الجيش والدعم السريع (فيديو)

قُتل نحو 176 شخصا على الأقل خلال يومين من الضربات التي نفذها الجيش وقوات الدعم السريع في أنحاء مختلفة من السودان، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء، بناء على معطيات مسؤولين ونشطاء ومحامين.

وقال نشطاء حقوقيون إن 127 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، قتلوا في السودان يومي الثلاثاء والاثنين بغارات بالبراميل المتفجرة وقصف متبادل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

يأتي ذلك في وقت تصدر فيه السودان للعام الثاني على التوالي قائمة الأزمات الإنسانية العالمية التي تجب مراقبتها في 2025، الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية المعنية بالإغاثة.

مقتل العشرات في أم درمان

وفي أم درمان الواقعة شمال العاصمة الخرطوم، قُتل 65 شخصا على الأقل في عمليات قصف نفذتها قوات الدعم السريع، حسبما أعلن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة.

وأعلنت حكومة ولاية الخرطوم في بيان الثلاثاء، مقتل 65 شخصا وإصابة المئات جراء قصف مدفعي شنته قوات الدعم السريع على عدد من المواقع بمحلية كرري بمدينة أم درمان غربي العاصمة السودانية الخرطوم.

وقالت الحكومة إن إحدى قذائف المدافع التي أطلقها قوات الدعم السريع استهدفت حافلة مواصلات عامة وأدت إلى مقتل جميع ركاب الحافلة وعددهم 22 شخصا.

وطالب والي الخرطوم، المجتمع الدولي والمنظمات، بالقيام بدورهما في حماية المدنيين الذين تستهدفهم ما وصفها بالمليشيا بشكل مباشر داخل منازلهم وفي الأسواق والمؤسسات العلاجية.

قتلى في كبكابية

ووقع الهجوم غداة تنفيذ الجيش ضربة جوية على سوق في بلدة كبكابية في شمال دارفور بغرب البلاد؛ مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص، حسبما أفادت مجموعة “محامو الطوارئ” الثلاثاء.

وقالت المجموعة التي توثّق انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب المستمرة منذ 20 شهرا، على فيسبوك “وقع القصف في يوم السوق الأسبوعي، حيث تجمّع الأهالي من قرى مختلفة؛ مما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص وإصابة المئات، بينهم نساء وأطفال”.

وفي حادث منفصل، قالت المجموعة إن طائرة مسيّرة سقطت في ولاية شمال كردفان، وسط السودان في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، انفجرت مساء الاثنين؛ “مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص، بينهم أطفال، وإصابة ثلاثة آخرين بجروح خطيرة”.

وفي مخيم زمزم للنازحين الذي يشهد مجاعة في شمال دارفور، أدى قصف نفذته قوات الدعم السريع الثلاثاء، إلى مقتل 5 أشخاص، بحسب التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور وهي إحدى منظمات المجتمع المدني.

أعنف المعارك منذ أشهر

وأودت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بحياة عشرات الآلاف وشردت 12 مليون شخص وتسبّبت فيما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.

كما أدت إلى دمار كبير في الخرطوم، التي لم يتمكّن أي من الجانبين، من تثبيت سيطرته عليها، وفي آخر هجوم كبير في فبراير/شباط، استعاد الجيش معظم مدينة أم درمان الواقعة على الضفة المقابلة للخرطوم، وهي جزء من الخرطوم الكبرى.

ويشير السكان إلى عمليات قصف عبر ضفتي النهر، وسقوط قذائف وشظايا على المنازل والمدنيين. وأمس الثلاثاء، أشار شهود عيان إلى قصف مدفعي طال أم درمان من عدّة جبهات.

وقال أحد الذين شهدوا قصف حافلة الركاب “منذ 6 أشهر لم نشهد قصفا بهذه الكثافة والقوة”، وتحدث آخر عن قصف من قاعدة وادي سيّدنا العسكرية شمال أم درمان، في اتجاه مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في غرب أم درمان والخرطوم بحري.

ويسيطر الجيش حاليا على أجزاء من العاصمة، إضافة إلى شمال وشرق البلاد، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على أغلب إقليم دارفور، ومساحات واسعة من منطقة جنوب كردفان، ومعظم وسط السودان.

“السودان-يتصدر-قايمة-الازمات” السودان يتصدر قائمة الأزمات

من ناحية أخرى، تصدر السودان للعام الثاني على التوالي قائمة الأزمات الإنسانية العالمية التي تجب مراقبتها في 2025، الصادرة عن لجنة الإنقاذ الدولية المعنية بالإغاثة، وتلته غزة والضفة الغربية وميانمار وسوريا وجنوب السودان.

وبدأت لجنة الإنقاذ الدولية، ومقرها نيويورك، قائمة المراقبة منذ أكثر من 15 عاما كأداة تخطيط داخلي للتحضير للعام المقبل، لكن الرئيس التنفيذي ديفيد ميليباند قال إنها تعمل الآن أيضا كدعوة إلى العمل على مستوى العالم.

وقال تقرير المنظمة، إن 305.1 ملايين شخص بالعالم في حاجة إلى مساعدات إنسانية، ارتفاعا من 77.9 مليون شخص عام 2015. وذكر أن الدول العشرين المدرجة على قائمة المراقبة التابعة للجنة الإنقاذ الدولية تضم 82% منهم، ووصف ميليباند الأرقام بأنها “هائلة”.

الأكبر منذ بدء التسجيل

وأشار التقرير الذي صدر اليوم الأربعاء إلى أن الأزمة الإنسانية في السودان هي أكبر أزمة منذ بدء التسجيل، مضيفا أن البلاد تمثل 10% من جميع المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية، على الرغم من أنها موطن لـ”1%” فقط من سكان العالم.

واندلعت الحرب في السودان في إبريل/نيسان 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية؛ مما تسبب في أكبر أزمة نزوح في العالم.

والدول الخمس عشرة الباقية على قائمة المراقبة التابعة للجنة الإنقاذ الدولية هي لبنان وبوركينا فاسو وهايتي ومالي والصومال وأفغانستان والكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا والنيجر ونيجيريا وأوكرانيا واليمن.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات

إعلان