ماذا يحدث في الجولان وما أهميتها؟ 7 أسئلة تشرح الوضع الراهن
استغلت إسرائيل إسقاط فصائل المعارضة السورية المسلحة لنظام بشار الأسد في توسيع رقعة احتلالها لمرتفعات الجولان السورية عبر السيطرة على المنطقة الحدودية العازلة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “انهيار” اتفاقية فك الارتباط لعام 1974، التي أقيمت على أساسها هذه المنطقة.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsنذير القادري: حريصون على مجانية التعليم لكل سوري
توافق عربي ودولي في اجتماع الرياض على دعم سوريا
“الغاردينيا”.. قصة برج حصد أرواح الثوار في مدينة حمص (فيديو)
فيما يلي معلومات عن هضبة الجولان التي تبلغ مساحتها 1200 كيلو متر مربع، وتطل أيضا على لبنان وتتاخم الأردن:
ما هي اتفاقية 1974؟
تم توقيع اتفاقية فصل القوات بين سوريا وإسرائيل في جنيف بتاريخ 31 مايو/أيار 1974، بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد السوفيتي (سابقا) والولايات المتحدة. أنهت هذه الاتفاقية حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 وفترة الاستنزاف التي تلتها على الجبهة السورية.
بموجب الاتفاقية، تم إنشاء خطين فاصلين، إسرائيلي (باللون الأزرق) وسوري (باللون الأحمر)، وبينهما المنطقة العازلة، وتتولى قوة فصل القوات التابعة للأمم المتحدة “يوندوف” مهمة مراقبة تنفيذ الاتفاقية، على أن تكون المنطقة تحت السيادة السورية.
ما قوام القوة الأممية؟
وفقًا للموقع الإلكتروني لقوة مراقبة فض الاشتباك، بلغ عدد أفرادها في أغسطس/آب 2024 ما مجموعه 1309، منهم 1117 جنديا و59 ضابطا و133 مدنيا، وأكثر 10 دول مساهمة في القوة هي: نيبال (451) وأوروغواي (211) والهند (201) وفيجي (149) وكازاخستان (140) وغانا (5) وبوتان (4) وجمهورية التشيك (4) وإيرلندا (4) وزامبيا (3).
ما هي المنطقة العازلة؟
يمتد طول المنطقة العازلة لأكثر من 75 كيلو مترا ويتراوح عرضها بين نحو 10 كيلو مترات في الوسط و200 متر في أقصى الجنوب. تتميز بتضاريس جبلية، يهيمن عليها في الشمال جبل الشيخ. تضم المنطقة العديد من القرى السورية، أبرزها: طرنجة، جباتا الخشب، أوفانيا، مدينة بعث، حميدية، القنيطرة، بئر العجم، بريقه، الأصبح، الرفيد، الصمدانية الغربية، والقحطانية.
من يسيطر على الجانب السوري من الجولان المحتل؟
شهد الجانب السوري من هضبة الجولان المحتلة تحولات عديدة في السيطرة منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، بعد أن كان مسرحًا للتوتر بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وجيش النظام السوري.
ففي عام 2014، تمكنت فصائل المعارضة السورية المسلحة من السيطرة على محافظة القنيطرة، مما أدى إلى انسحاب قوات النظام السوري من المنطقة، كما اضطرت قوات الأمم المتحدة لفض الاشتباك (أندوف) إلى الانسحاب من بعض مواقعها في المنطقة العازلة.
واستمرت سيطرة فصائل المعارضة على المنطقة حتى صيف عام 2018، حين شن النظام السوري حملة عسكرية بدعم روسي لاستعادة السيطرة على مدينة القنيطرة والمناطق المحيطة بها، وأسفرت الحملة عن اتفاق سمح لمقاتلي المعارضة بالانسحاب من المنطقة، التي كانت قد تعرضت لدمار واسع النطاق خلال سنوات النزاع.
من هم سكان الجولان؟
احتلت إسرائيل هضبة الجولان السورية في حرب 5 يونيو/حزيران 1967، وأعلنت لاحقا ضمها إليها في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي. تبلغ مساحة المنطقة المحتلة من الجولان 1150 كيلو مترا مربعا، وتشمل 137 قرية و112 مزرعة، إضافة إلى مدينتي القنيطرة وفيق.
يقدر عدد سكان مرتفعات الجولان السورية المحتلة بنحو 40 ألفا، أكثر من نصفهم من المواطنين الدروز والبقية مستوطنون إسرائيليون. ترفض قطاعات كبيرة من المواطنين الدروز الخدمة في الجيش الإسرائيلي.
ما أهمية الجولان لإسرائيل؟
للجولان أهمية استراتيجية كبيرة لإسرائيل، فهو يوفر مزايا دفاعية ويعزز قوة الردع الإسرائيلية، كما أنه يزود بحيرة طبريا (بحر الجليل)، المصدر الرئيس للمياه لإسرائيل، بثلث مياهها.
يوفر الموقع الجغرافي للجولان قدرات استخباراتية مهمة لإسرائيل، حيث يمكنها من جمع المعلومات من العمق السوري. إضافة إلى ذلك، فإن قرب الجولان من دمشق (حوالي 60 كيلو مترا) يمنح إسرائيل إمكانية توجيه ضربات عسكرية للعاصمة السورية.
كيف بررت إسرائيل احتلالها للمنطقة العازلة؟
أعلن نتنياهو في بيان باللغة العبرية احتلال المنطقة العازلة، مبررًا ذلك بانهيار اتفاقية فك الارتباط بسبب ترك الجنود السوريين لمواقعهم، وقال إنه أوعز للجيش بالاستيلاء على المنطقة العازلة والمواقع المجاورة لها.
لكن في بيانه باللغة الإنجليزية، تحدث نتنياهو عن “وجود مؤقت” وليس احتلالًا، واصفًا الأمر بأنه “موقف دفاعي مؤقت إلى أن يتم التوصل إلى ترتيب مناسب”.
يذكر أن المجتمع الدولي لا يعترف بضم إسرائيل للجولان. وقد أكد مجلس الأمن الدولي في قراره رقم 497 الصادر في 17 ديسمبر/كانون الأول 1981 أن قرار إسرائيل ضم الجولان “لاغٍ وباطل وليس له أي أثر قانوني على الصعيد الدولي”، مطالبا تل أبيب بإلغائه.