محللون يكشفون أسباب قيام إسرائيل بتدمير سلاح الجيش السوري بعد سقوط نظام الأسد
يرى محللون أن إسرائيل، بتنفيذها ضربات واسعة على أهداف عسكرية سورية، وسيطرتها على المنطقة العازلة الخاضعة لمراقبة الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان، تسعى إلى “تجنّب السيناريو الأسوأ” بالنسبة لها بعد سقوط حكم آل الأسد.
وبعيد سقوط الأسد الأحد، شنّت إسرائيل خلال 48 ساعة مئات الضربات من الجو والبحر، قالت إنها طالت “أغلبية مخزونات الأسلحة الاستراتيجية في سوريا خشية سقوطها بيد عناصر إرهابية”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsشكوى ضد بشار الأسد وأركان نظامه بجرائم خطف وقتل لبنانيين
“بشم ريحته”.. امرأة سورية تنام بسجن صيدنايا وتبحث عن شقيقها المفقود منذ 14 عاما (فيديو)
الجولاني يتحدث عن السلاح المستخدم في المعركة ضد جيش الأسد (فيديو)
وقالت شبكة سي إن إن الأمريكية الأربعاء إن إسرائيل وجهت نحو 500 ضربة لمواقع عسكرية سورية في اليومين الماضيين، ودمرت معظم الأسلحة الاستراتيجية لسوريا، مثل الصواريخ البعيدة المدى، كما دمرت سفنا حربية سورية.
وفي يوم سقوط الأسد، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اتفاق فض الاشتباك بين القوات الإسرائيلية والسورية لعام 1974 قد انهار، وأمر قواته بالسيطرة على المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إنه بالاتفاق مع نتنياهو، أصدر تعليمات للجيش “بإقامة منطقة خالية تماما من السلاح والتهديدات الإرهابية في جنوب سوريا من دون وجود إسرائيلي دائم”.
“أسوأ السيناريوهات”
وقال يوسي ميكيلبرغ المتخصص في شؤون الشرق الأوسط في معهد تشاتام هاوس في لندن في تفسيره لأسباب هذه الضربات إن “الحكومة الإسرائيلية تتصرف على أساس أسوأ السيناريوهات”.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محللين أن بقاء الأسد في السلطة كان أهون الشرور بالنسبة لنتانياهو، على الرغم من تحالفه مع إيران وحزب الله، وذلك خوفا من أن تؤدي الإطاحة به إلى فوضى.
كما نقلت صحيفة تليغراف البريطانية في تقرير لها الأربعاء عن جيورا إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، قوله إن من “أهم الأولويات الاستراتيجية بالنسبة لإسرائيل أن تضمن أن الزعيم السوري القادم لن تكون لديه القدرة على مهاجمة إسرائيل”.
وتابع “لا يوجد جيش لكي يتصدى لنا، ولهذا فإن تدمير القدرات الاستراتيجية لسوريا مهمة بالغة السهولة”.
وأضاف درورو دورون أحد كبار المحللين السابقين للحكومة الإسرائيلية لصحيفة تليغراف أن “إسرائيل تعلمت دروسا من انهيار ليبيا”، ومن بينها منع الأسلحة الثقيلة من الوقوع بأيدي جماعات مثل هيئة تحرير الشام، التي وصفها بأنها “لا يمكن التنبؤ بما ستقوم به إلى حد كبير”.
“لا نعرف من سيتصدى لنا”
من جهته، قال المحلّل داني سيترينوفيتش من معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب إنه يتوقع أن توسّع إسرائيل ضرباتها موضحا “كل شيء استراتيجي في سوريا، مثل الصواريخ والطائرات وكذلك مركز البحوث العلمية (التابع لوزارة الدفاع)، كل شيء سيقصف”.
وأضاف “لا نعرف من سيتصدى لنا من الجانب السوري سواء كان تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية أو أي تنظيم آخر، لذلك علينا أن نكون مستعدين لحماية مدنيينا”.
وقال أفيف أوريغ، المحلل في مركز المعلومات مئير عميت، إن مصدر القلق الرئيسي على المدى القصير بالنسبة إلى إسرائيل هو المخزونات الباقية من الأسلحة الكيميائية وغيرها من الأسلحة الاستراتيجية.
وذكّر بالماضي “الجهادي” لبعض فصائل المعارضة السورية قائلا “إذا وقعت هذه الأسلحة بين أيديهم فمن يدري ماذا سيفعلون بها”.
الأكراد والدروز
وفي وقت يسود فيه تفاؤل في سوريا بشأن مستقبل البلاد، يتوقع بعض المحللين الإسرائيليين أن تكون البلاد مجزأة.
وقال إيال بينكو، وهو ضابط بحري متقاعد وخبير أمني، لوكالة الأنباء الفرنسية إنه يتوقع أن تنقسم سوريا إلى مجموعات عرقية ودينية، موضحا “أعتقد أنه لن تعود هناك سوريا”. من هذا المنطلق، “يمكن إسرائيل أن تختار مجموعات دون أخرى للعمل معها”.
والاثنين، قال وزير الخارجية جدعون ساعر إن أكراد سوريا الذين وصفهم بأنهم “قوة الاستقرار”، يجب أن يتمتعوا بحماية المجتمع الدولي، وتحدث سابقا عن العمل مع الأكراد في شمال شرق البلاد والدروز في الجنوب.
وقال بينكو “لا أعتقد أنهم سيحكمون سوريا، لكن إسرائيل ستحاول الدخول في سلام مع من يرغب فيه”.
من جهته، اعتبر يوسي ميكيلبرغ أن العمل العسكري في الجولان وتفضيل مجموعات على أخرى سيشكل خطأ من شأنه أن يضر بأي علاقة مستقبلية.
وقالت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، إن انتشار القوات الإسرائيلية في المنطقة العازلة يجب أن يكون “مؤقتا”، وذلك بعدما قالت الأمم المتحدة إن إسرائيل تنتهك اتفاق هدنة عام 1974.