أول تأكيد أمريكي لفتح اتصال مباشر مع السلطات السورية الجديدة
أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، السبت، أن بلاده أقامت “اتصالا مباشرا” مع هيئة تحرير الشام التي قادت تحالفا من فصائل مسلحة أسقطت الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وتولت السلطة في دمشق.
وكانت فصائل المعارضة المسلحة قد بدأت هجومها في 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتمكنت من السيطرة على المدن السورية الكبرى، مثل حلب وحماة وحمص، ثم دخلت العاصمة دمشق التي فر منها الأسد يوم الأحد.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsنعيم قاسم يشرح موقف حزب الله من القوى الجديدة في سوريا
تقرير: بلينكن ينتهز سقوط الأسد ويطالب العراق بالتحرك ضد الفصائل الموالية لإيران
رئيس سابق للحكومة السورية المؤقتة: تجربة إدلب توضح انفتاح الحكومة الجديدة وقدرتها على تحسين الخدمات (فيديو)
وفكت الهيئة ارتباطها بتنظيم القاعدة عام 2016، لكن دولا غربية أبرزها الولايات المتحدة لا تزال تصنفها “منظمة إرهابية”.
وصرَّح بلينكن للصحفيين بعد محادثات بشأن سوريا في مدينة العقبة الساحلية أقصى جنوبي الأردن “نحن على اتصال مع هيئة تحرير الشام وأطراف أخرى”.
ولم يذكر الوزير الأمريكي تفاصيل عن كيفية إجراء الاتصال، ولكن عندما سئل عما إذا كانت الولايات المتحدة قد تواصلت معهم بشكل مباشر، أجاب “اتصال مباشر، نعم”.
وأوضح أن الاتصال كان جزءا من الجهود المبذولة لتحديد مكان أوستن تايس، الصحفي الأمريكي الذي اختُطف في سوريا عام 2012 بعد اندلاع الحرب الأهلية.
وشارك بلينكن في العقبة في محادثات جمعت دبلوماسيين من دول عربية وأوروبية وتركيا، وأكد أن المشاركين سيصدرون بيانا مشتركا “اتفقنا فيه على أن عملية الانتقال يجب أن يقودها السوريون، وأن يملكوا القرار فيها، وأن تنتج حكومة تمثل جميع مكونات سوريا”.
“عملية انتقالية سلمية”
وشدَّد بلينكن على “وجوب احترام حقوق جميع السوريين، بما في ذلك الأقليات والنساء، وتمكين المساعدات الإنسانية من الوصول إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها”.
وشارك في محادثات العقبة أيضا مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسون الذي أكد ضرورة “ضمان عدم انهيار مؤسسات الدولة، والحصول على المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن”.
بدورهم، دعا وزراء خارجية الأردن والعراق والسعودية ومصر ولبنان والإمارات والبحرين وقطر، السبت، إلى “عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، وفقا لمبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته”.
وتعهد رئيس الحكومة الانتقالية السورية محمد البشير بعد تعيينه، الثلاثاء، بإقامة دولة قانون، مع تأكيد “ضمان حقوق كل الناس وكل الطوائف”.
في العقبة، دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أيضا إلى عملية سياسية “جامعة” لتشكيل الحكومة المقبلة. وأعادت بلاده فتح سفارتها، السبت، بحضور رئيس البعثة الدبلوماسية الجديد برهان كور أوغلو.
وكانت السفارة التركية قد أُغلقت في مارس/آذار 2012، بعد عام من بدء الحرب الأهلية في سوريا.
البحث عن المفقودين
لكن الابتهاج الشعبي يرافقه البحث المؤلم لآلاف السوريين عن أقربائهم الذين اختفوا خلال حكم الأسد المتهم بارتكاب أسوأ الانتهاكات.
وشاركت جماعات مسلحة وقوى دولية في الحرب في سوريا التي خلفت أكثر من نصف مليون قتيل، ودفعت نحو ستة ملايين سوري (أي ربع السكان) إلى النزوح والهجرة، وفتتت البلاد.
في شمال شرقي سوريا، تنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي، وتدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، والتي هزمت تنظيم الدولة الإسلامية وأنشأت إدارة ذاتية في منطقة سيطرتها.