جمال زحالقة: هذه أهداف الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا (فيديو)

قال الأكاديمي والسياسي الفلسطيني جمال زحالقة، إن التوغل العسكري الإسرائيلي في الأراضي السورية تطور خطير جدًا، إذ رافقته سلسلة غير مسبوقة من الهجمات على مواقع عسكرية كثيرة في سوريا، شملت مواقع للدفاعات الجوية وصناعة الصواريخ والمعدات الدفاعية، فضلًا عن المطارات والسفن.

خطة إسرائيلية معدة سلفًا

وأوضح زحالقة في حوار خاص مع الجزيرة مباشر، أن إسرائيل “استعدت لهذه الهجمة الوحشية على سوريا منذ 50 عامًا، وعندما حان الوقت تم تنفيذها فورًا، إذ تعتقد إسرائيل أن هذه الضربات ستعيد سوريا للوراء وتجعلها بدون قوى عسكرية”.

مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي

وبشأن تغير مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي، قال زحالقة: “إسرائيل بدأت استراتيجية أمنية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من خلال اعتمادها على جيشها في فرض الواقع، وليس على الاتفاقيات، وهذا أكد عليه نتنياهو، عندما قال إن اتفاقية فض الاشتباك عام 1974 بين إسرائيل وسوريا لاغية”.

وشدد زحالقة، على أنه يجب الانتباه إلى أن “إسرائيل تدّعي أن هذا احتلال مؤقت، لكن الاحتلال المؤقت يمتد لسنوات كما حدث في الضفة ويحدث حاليًا في غزة، كما أعتقد أن إسرائيل لن تكتفي بسوريا، بل ستواصل القصف في اليمن والعراق أيضًا”.

واعتبر زحالقة أن الهجمة الإسرائيلية على سوريا ليست حدثًا عسكريًا طارئًا، بل تغير في الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية، موضحًا أن “ما حدث بعد السابع من أكتوبر 2023، هو انهيار كامل لمفهوم الأمن القومي الإسرائيلي الذي اعتمد على الردع والإنذار المبكر والدفاع والحسم السريع، ولم يُجدِ ذلك مع حماس وحزب الله”.

وأردف: “هناك دعوات واستنتاجات واضحة بأن إسرائيل الآن تجعل الضربات الاستباقية والردع الركيزة الأساسية في مفهوم الأمن القومي”.

صمت عربي مريب

وانتقد زحالقة الصمت العربي تجاه تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، قائلًا: “كل هذا يحدث في سوريا وفلسطين ولبنان بصمت عربي مريب. توقعنا أن يكون هناك رد فعل قوي من خلال سحب السفراء أو دعوة للمجلس الأمن والضغط على الولايات المتحدة، لكن إسرائيل تقرأ الصورة بوضوح بأنها تسطيع أن تعربد في المنطقة كما تشاء”.

ووجه رسالة لأنظمة الدول العربية، قائلًا: “هذه الأنظمة تعتقد أن الصمت تجاه اعتداءات إسرائيل يفيدها، لكن عليها أن تراجع نفسها لأن هذا الصمت مدمر لها وللأمة العربية بأكملها”.