الليرة السورية تنتعش أمام الدولار بعد سقوط الأسد
تحسّن ملحظوظ في سعر الصرف

شهد سعر صرف الليرة السورية تحسنًا ملحوظًا في مقابل الدولار، بعد أسبوع من الإطاحة برئيس النظام بشار الأسد وهروبه من سوريا.
وجاء هذا التحسن على وقع دخول كميات كبيرة من العملة الأجنبية إلى البلاد وبدء التعامل بها علانية في الأسواق، وهو ما يعد تحوّلًا غير مسبوق في الاقتصاد السوري.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمسؤول التنسيق مع الحرس الثوري الإيراني.. الأمن السوري يلقي القبض على عميد مقرَّب من ماهر الأسد
سوريا.. فرار نزلاء من سجن بريف حلب الشمالي قبل استعادة قوات الأمن السيطرة عليه
السعودية تدين القصف الإسرائيلي لمناطق في سوريا وتطالب المجتمع الدولي بموقف حازم
انخفاض قياسي في سعر الدولار
وعشية سقوط النظام السوري، وصل سعر الدولار في السوق الموازية إلى مستوى قياسي بلغ 30 ألف ليرة، بعدما كان مستقرًا لعدة أشهر عند 15 ألف ليرة. إلا أن الأيام الأخيرة شهدت انخفاضًا سريعًا في سعر الدولار، حيث تراوح، مساء أمس الأحد، في دمشق بين 10 و12 ألف ليرة، بحسب تصريحات صرافين وتجار.
وقال سائق سيارة أجرة لبنانية إنه باع الدولار بسعر 9 آلاف ليرة قبل عبوره الحدود من لبنان إلى سوريا، في إشارة إلى الوتيرة السريعة للتحسن في قيمة الليرة.

ما أسباب التحسن؟
وأوضح قصي إبراهيم، الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية، أن تحسّن قيمة الليرة يعود إلى أسباب سياسية واقتصادية في آن معًا.
وأشار إلى أن دخول كميات كبيرة من الدولار من إدلب ومناطق المعارضة السابقة، إضافة إلى الأموال التي تأتي من الإعلاميين والعاملين في المنظمات الأجنبية، أسهم بشكل كبير في هذا التحسن.
وأصبحت العملات الأجنبية تُستخدم علانية في الأسواق السورية، بعد سنوات من تجريم التعامل بغير الليرة. وفي سوق الحريقة بدمشق، قال رغيد منصور، وهو صاحب متجر مجوهرات، “ما من سعر ثابت، لكن الليرة تتحسن تدريجيًّا”.
وعلى واجهة متجر بكداش، أحد أشهر محلات المثلجات في دمشق، عُلقت ورقة تُظهر الأسعار بالليرة السورية والتركية والدولار، وتوافد العشرات للشراء.
انعكاسات تاريخية
وقبل النزاع السوري عام 2011، كان سعر الدولار نحو 50 ليرة. لكن الحرب أدت إلى تدهور العملة تدريجيًّا، حيث فقدت أكثر من 90% من قيمتها.
ومع بدء هجوم المعارضة المسلحة، تهافت التجار ورجال الأعمال على شراء الدولار والذهب؛ مما أدى إلى انخفاض قياسي في قيمة الليرة قبل أن تشهد تحسنًا بعد سقوط النظام.
ووفق الأمم المتحدة، عانى السوريون في مناطق سيطرة النظام المخلوع من واقع معيشي صعب وأزمة اقتصادية متفاقمة، إذ عاش 90% منهم تحت خط الفقر منذ عام 2021.