ضابط فلسطيني يكشف تفاصيل استقالته من أجهزة السلطة الأمنية (فيديو)

كشف الضابط السابق في جهاز الأمن الوطني بالسلطة الفلسطينية، مصطفى القنيري، تفاصيل قرار استقالته وخلعه زيه العسكري أمام الناس في ساحة مخيم جنين بـالضفة الغربية، وذلك احتجاجًا منه على ممارسات الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، ولا سيما الحدث الأخير الذي قُتل فيه الشاب ربحي الشلبي (19 عاما) برصـاص قناص في مركبة عسكرية تابعة لأجهزة أمن السلطة.

وقال القنيري، للجزيرة مباشر: “قضيت في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 14 سنة وعندما خرجت من السجن تطوعت للخدمة، وكنت برتبة مقدم في جهاز الأمن الوطني. لما أطلقوا سراحنا من السجن، اعتقدنا أننا بدنا نكون جزءًا من هذا الوطن ولبنة لبنائه، لكن تفاجأنا بواقع مرير من الأجهزة الأمنية من خيانة وخذلان وتعامل مع أبناء شعبنا بتعامل لا يليق بتضحياته”.

Palestinian security forces clash with militants at the camp, in Jenin
قوات الأمن الفلسطينية خلال اشتباكات مع مقاومين في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة (رويترز)

وعن الدافع وراء استقالته، أشار القنيري إلى أنه كان يفكر في هذا القرار منذ مدة طويلة، خصوصًا في ظل الظلم الذي عاناه أبناؤه من قبل السلطة الفلسطينية. وأردف: “الدافع الرئيسي كان اعتقال أجهزة أمن السلطة لأبنائي بتهم باطلة مبنية على تقارير بدون تحري الحقيقة”.

وتابع الضابط السابق: “أبنائي كانوا معتقلين في سجون السلطة وسجون الاحتلال الإسرائيلي، ومن 10 شهور تعرض ابني للاعتقال والإهانة والمذلة في سجن السلطة، وأصبح كل بيت مستهدف من الاحتلال بيكون مستهدف من السلطة وكأنه تكملة أدوار”.

“السلطة تعمل لدينا”

وأدى مقتل الشاب الفلسطيني ربحي الشلبي برصاص قناص تابع للسلطة، إلى إثارة غضب الضابط مصطفى القنيري، فقرر أن ينفصل عن الجهاز الأمني.

وأوضح: “تُوّجت الأمور بإعدام ربحي بدم بارد أمام الجميع، مشهد كفيل أن يقلب حكومات، ومشهد لم نشهده حتى في ممارسات الاحتلال، فكيف نقبله من أبناء جلدتنا؟ وأي شخص لديه عقل ودين لا يقبل بهذا الأمر. لذلك أصبح قراري ناضجا بالتخلي والبراءة من هذه الأجهزة، لأنها تخدم الاحتلال”.

واستدل القنيري على كلامه بحوار جرى بينه وبين مسؤول في جهاز الشاباك الإسرائيلي عندما كان معتقلا في سجون الاحتلال عام 2016، موضحًا: “قلت للجنرال الإسرائيلي إن هناك تنسيقا بين جهاز الأمن الوقائي وبينكم. فقال لي: التنسيق يكون بين الدول التي تحترم بعضها البعض، لكن السلطة الفلسطينية تعمل لدينا فقط لا غير”.

وفي ختام حديثه، وجّه القنيري رسالة إلى ضباط الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية، قائلًا: “المجتمع الفلسطيني مجتمع مناضل دفع الكثير لتحرير هذا الوطن، وبقول للعسكري اللي بيطخ: لا تعتقد أن السلطة ستحميك، لأن هناك الكثير اللي أخطؤوا بحق الشعب باعتهم السلطة، ومخيم جنين دفع الكثير وكل بيوته وأزقته معمدة بدماء الشهداء، فلا يمكن لهذا المخيم أن ينكسر”.

واستشهد الشاب ربحي الشلبي، الاثنين الماضي خلال مواجهات بين أمن السلطة ومقاومين في مخيم جنين، وادعت قوات الأمن في البداية أنه ضُرب حتى الموت بأيدي مثيري شغب. لكنها تراجعت فيما بعد وأقرت بمسؤوليتها عن مقتل الشاب.

وقال الناطق باسم أجهزة أمن السلطة أنور رجب، إنهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن مقتل الشلبي، مؤكدا الالتزام “بالتعامل مع تداعيات الحادثة بما ينسجم مع القانون ويضمن العدالة واحترام الحقوق”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان