سي إن إن تعلق بعد الكشف عن هوية سجين “محرر” ظهر في تقريرها

"السجين" ظهر وكأنه مصدوم مما يحدث حوله وأدعى أنه لا يعرف بسقوط النظام
"السجين" ظهر وكأنه مصدوم مما يحدث حوله وادعى أنه لا يعرف بسقوط النظام (سي إن إن)

انتقدت صحف وناشطون على مواقع التواصل التقرير الذي بثته شبكة سي إن إن الأمريكية بعد سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، وظهرت فيه كلاريسا وارد، كبيرة مراسلي الشبكة، في مقابلة مع شخص قالت إنه “سجين عُثر عليه في مخبأ سري بسجون النظام” في دمشق.

وذكرت صحيفة إندبندنت البريطانية، في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، أن “المشاهد العاطفية ” التي ظهرت على شاشة سي إن إن لمن قالت إنه “سجين” تم تحريره من سجون الأسد، اتضح لاحقا أنها “لأحد ضباط المخابرات في نظام الأسد، الذي وُجهت إليه اتهامات بتعذيب وابتزاز السكان المحليين”، وذلك كما ذكرت الشبكة نفسها بعد الانتقادات التي وُجهت لتقريرها.

وانتقدت الإندبندنت أيضا التحديث الذي نشرته سي إن إن عن التقرير، بعد أن تعرضت لهجوم شديد لما بدا أنها “قصة مختلقة”، إذ لم تقدّم الشبكة اعتذارا لمشاهديها، واكتفت بالقول إنها تُجري تحقيقا بشأن ما إذا كان “السجين” الذي ظهر في تقرير الشبكة قدَّم لمراسليها “هوية مزورة”.

ضابط مخابرات في نظام الأسد

وفيما يبدو أنه محاولة من شبكة سي إن إن لتبرير الخطأ الكبير الذي وقعت فيه، ذكرت على موقعها اليوم الثلاثاء أن كلاريسا وارد، كبيرة المراسلين الدوليين للشبكة، وفريقها كانوا يحاولون تتبُّع الصحفي الأمريكي المفقود أوستن تايس في سجون النظام.

ومضت الشبكة للقول إن كلاريسا وفريقها توجهوا برفقة أحد الثوار إلى زنزانة في سجن بدمشق، حيث فجّر الثوار القفل، وعثروا على رجل ادعى أن اسمه عادل غربال، وأنه من مدينة حمص، وتم إيداعه السجن من ثلاثة أشهر.

كما ادعى أنه تنقل بين ثلاثة سجون، ولم يكن يعرف شيئا عن سقوط النظام، وظهر وكأنه مصدوم مما يحدث حوله.

غير أن الشبكة تمكنت يوم الاثنين من العثور على صورة توضح الهوية الحقيقية للرجل، وهو أنه ملازم أول في المخابرات الجوية السورية، واسمه سلامة أحمد سلامة.

التعرف على هويته الحقيقية

وقدَّم أحد سكان حي البياضة في حمص للشبكة صورة قال إنها للرجل نفسه الذي ظهر في التقرير، أثناء قيامه بعمله في مكتب حكومي. واستخدمت الشبكة برنامج التعرف على الوجوه للتأكد من هوية الرجل.

وبالفعل أظهر البرنامج تطابقا بدرجة تصل إلى 99% مع الشخص الذي ظهر في تقرير الشبكة.

وأوضحت سي إن إن أنها لم تنشر هذه الصورة لحماية هوية المصدر الذي قدمها للشبكة.

مصير ضابط المخابرات غير معروف

وأوضحت سي إن إن في تقريرها أنه “من غير الواضح لماذا كان سلامة في السجن في دمشق”، مضيفة أن “الشبكة لم تتمكن من إعادة الاتصال به”.

ونقلت الشبكة من موقع سوري للتحقق من الأحداث باسم “فيرفاي سوريا”، كان أول من تعرف على شخصية سلامة، أنه سُجن من قِبل النظام “نتيجة خلافه مع ضابط برتبة أعلى بشأن تقاسم أموال جُمعت عن طريق الابتزاز”.

غير أن الشبكة قالت إنها لا تستطيع التأكد من هذه  المعلومات، ولا تعرف مصير سلامة في الوقت الراهن.

المصدر : سي إن إن

إعلان