ماسك يعتزم تمويل حزب فاراج المعادي للمهاجرين بأكبر تبرع في تاريخ بريطانيا
ذكرت صحيفة “الإندبندنت” البريطانية اليوم الخميس، أن نايجل فاراج زعيم حزب الإصلاح اليميني المتشدد في بريطانيا، أكد أن هناك مباحثات مع الملياردير الأمريكي إيلون ماسك لتقديم تبرع ضخم من جانبه للحزب.
وأشارت صحيفة “تليغراف” البريطانية إلى أن فاراج التقى مع ماسك في منتجع “مار آلاجو”، الذي يمتلكه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في فلوريدا، وأن فاراج أكد أنه “تمت مناقشة موضوع التمويل”.
اقرأ أيضا
list of 4 items“محمد” يتصدر قائمة الأسماء الأكثر انتشارا في إنجلترا وويلز خلال 2023
بريطانيا تعلن إجراء اتصالات مع هيئة تحرير الشام في سوريا
سوريا.. القيادة العامة تكشف أبرز ما جاء في لقاء أحمد الشرع مع وفد الخارجية البريطانية
كما أشارت “تليغراف” إلى أن هناك تكهنات بأن ماسك قد يتبرع بمبلغ 100 مليون دولار (حوالي 78 مليون جنيه إسترليني) للحزب الذي يقوده فاراج.
وكتب فاراج لصحيفة “تليغراف” مؤكدا أن “ماسك لم يدع مجالا للشك بأنه يقف وراءنا”، وأن هناك “مباحثات جارية حول مساهمته المالية”.
ونشر فاراج صورة تجمعه مع ماسك ونيك كاندي، رجل الأعمال البريطاني الذي كان أحد المتبرعين لحزب المحافظين، ثم انشق عنه وانضم لحزب الإصلاح، ووعد بتوفير تمويل ضخم للحزب.
ووصفت صحيفة “تليغراف” تقديم هذا المبلغ من جانب ماسك لحزب الإصلاح بأنه “أكبر تبرع سياسي في تاريخ المملكة المتحدة”.
خلاف حاد بين ماسك وستارمر
يذكر أن ماسك وجه انتقادات حادة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي يتزعم حزب العمال، واتهمه بأنه يفرض قيودا على حرية التعبير من خلال إدارة “دولة بوليسية استبدادية”.
وقالت صحيفة “تليغراف” إن “ماسك لديه مخاوف كبيرة بشأن قانون السلامة عبر الإنترنت في المملكة المتحدة”، الذي يفرض على الشركات التي تمتلك منصات التواصل الاجتماعي، مثل منصة “إكس” التي يمتلكها، تنظيم محتواها.
وأضافت الصحيفة أنه من المنتظر أن يطلب ترامب، بعد توليه مهام الرئاسة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، من ستارمر إلغاء هذا القانون أو تعديله.
كما حذر فريق ترامب المسؤولين في بريطانيا من أن عليهم الاختيار بين علاقة تجارية أوسع مع الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، وأنه من الممكن فرض رسوم جمركية على الصادرات البريطانية للسوق الأمريكية قد تصل إلى 20% إذا لم تستمع الحكومة البريطانية لمطالب ترامب.
“ثغرة قانونية”
وأثار تأكيد فاراج قيامه بالتفاوض مع ماسك حول التبرعات التي سيقدمها لحزب الإصلاح دعوات لتعديل القوانين في بريطانيا، لمواجهة “الثغرة” التي تسمح لرجال الأعمال غير البريطانيين بتمويل الأحزاب البريطانية بلا قيود.
وذكرت “الإندبندنت” أن بريطانيا لديها “قيود صارمة” على المبالغ التي يمكن للأحزاب السياسية إنفاقها في الانتخابات، لكن الأحزاب من حقها أن تقبل أي مبالغ من التبرعات التي يقدمها ناخبون بريطانيون أو من شركات مسجلة في بريطانيا.
ونظرا لأن منصة “إكس” التي يمتلكها ماسك، لها فرع مسجل في بريطانيا باسم “تويتر يو كي ليمتد”، فإنه يحق لماسك من الناحية القانونية تقديم التبرعات للحزب الذي يقوده فاراج.
وأشارت الصحيفة إلى أن لجنة الانتخابات، المسؤولة عن مراقبة الانتخابات في بريطانيا، تطالب بوضع قيود على تبرعات الشركات بحيث لا تزيد عما تحققه من مكاسب في بريطانيا.
وكان ستارمر تعهد أثناء حملته الانتخابية في صيف العام الحالي بتشديد القيود على التبرعات للأحزاب السياسية في بريطانيا.
شخصية مثيرة للجدل
وتمكن نايجل فاراج، الذي يبلغ من العمر 60 عامًا، وهو رجل أعمال سابق، من الفوز بمقعد في مجلس العموم عن دائرة “كلاكتون” بمقاطعة “إسكس” في إنجلترا، في الانتخابات البرلمانية التي جرت في مطلع شهر يوليو/تموز الماضي، وكانت هذه هي محاولته الثامنة للفوز بعضوية البرلمان، وفشل قبلها 7 مرات لكنه لم يتوقف عن المحاولة.
وبمجرد الإعلان عن فوز فاراج، قدم ترامب التهنئة له على منصة “تروث” التي يمتلكها، ووصفه بأنه “رجل يحب بلاده فعلا”.
ولم يتمكن حزب الإصلاح الذي يقوده فاراج من الفوز سوى بخمسة مقاعد، من إجمالي 650 مقعدا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، لكن الحزب تمكن من الحصول على 14% من أجمالي أصوات الناخبين، وهو مؤشر غير رسمي يعكس مدى التأثير الذي يتمتع به الحزب بين الناخبين.
ويتخذ فاراج موقفا متشدد من قضية الهجرة، إذ تعهد بوضع قيود على دخول بريطانيا، ومنع المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى بريطانيا عبر القوارب من دخول أراضيها.