الغارديان: المعارضة السورية ستتعرض لاختبار صعب في الأيام المقبلة.. وهذه خطة الأسد للتصدي لها
قبل 8 سنوات، ساعدت الضربات الجوية الروسية العشوائية قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، على إخراج الثوار من مدينة حلب؛ مما شكل نقطة تحول حاسمة في الحرب الأهلية السورية، لتدخل منذ ذلك الحين في حالة جمود نسبي.
لكن خلال عطلة نهاية الأسبوع، شهدت حلب هجومًا مفاجئًا من قبل قوات المعارضة التي استعادت السيطرة على المدينة؛ مما جعل نظام الأسد يواجه أكبر تهديد له منذ سنوات.
تفاصيل الهجوم الأخير
ووفقًا لصحيفة الغارديان البريطانية، بدأ الهجوم الجديد يوم الأربعاء عندما أعلنت مجموعات المعارضة سيطرتها السريعة على قاعدة عسكرية و15 قرية في شمال غرب محافظة حلب. وقادت الهجوم هيئة تحرير الشام، التي قطعت الطريق السريع الرئيسي من دمشق إلى حلب، وردًّا على ذلك، شنت روسيا ضربات جوية.
وبحلول مساء الجمعة، تقدم مقاتلو هيئة تحرير الشام من قواعدهم في الريف إلى مشارف حلب، وبدا أنهم سيطروا كليًّا على المدينة يوم الأحد.
وفي هذه الأثناء، كانت القوات السورية تسارع لتعزيز مواقعها في محافظة حماة وسط اشتباكات عنيفة، حيث تحاول المعارضة المسلحة التقدم جنوبًا نحو العاصمة الإقليمية هناك.
كيف سيرد الأسد؟
ويبدو أن هيئة تحرير الشام كانت تستعد لهذه العملية منذ فترة طويلة من خلال تدريبات مكثفة وتطوير بنيتها العسكرية. كما أن الوضع الجيوسياسي الراهن وفر فرصة ذهبية للثوار، حيث انشغلت حليفة الأسد، روسيا، في أوكرانيا، وضعف دور حزب الله نتيجة العمليات الإسرائيلية في لبنان.
وعلى الرغم من التقدم السريع الذي حققته هيئة تحرير الشام، فإن هناك أسبابا قوية، بحسب الغارديان، للاعتقاد بأن نظام الأسد وحلفاءه سيردون بقوة، حتى مع القيود المفروضة على قدراتهم في جبهات عسكرية أخرى.
وقال إبراهيم الأصيل، الباحث البارز في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، للغارديان إن “المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد. فقد يطبق الأسد استراتيجية قديمة نجح فيها سابقًا، وهي الانسحاب، وإعادة التنظيم، والتحصن، ثم الهجوم المضاد. ولا شك أن أحد الاختبارات الرئيسية لقوات المعارضة سيكون قدرتهم على معرفة متى يجب التوقف”.
الأسلحة الكيميائية
ومع تعزيز قوات النظام مواقعها في حماة وتوقع تصعيد الغارات الجوية الروسية، ستواجه هيئة تحرير الشام اختبارًا صعبًا لقوتها في الأيام والأسابيع المقبلة. كما أن المفاوضات بين تركيا وروسيا من المحتمل أن تؤدي دورًا محوريًّا في تحديد النتيجة النهائية.
ويبدي العديد من الخبراء مخاوف من احتمال لجوء الأسد إلى استخدام الأسلحة الكيميائية، كما فعل في أحلك أيام الحرب الأهلية. وإذا حدث ذلك، فإن أي نجاحات يتمكن الثوار من تحقيقها، قد تأتي بثمن إنساني فادح.