عودة بسطات تغيير الدولار إلى شوارع سوريا بعد سقوط نظام الأسد (فيديو)

منذ سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد وسيطرة المعارضة السورية المسلحة على العاصمة دمشق، تبدد كابوس الدولار من أذهان السوريين الذين عاشوا سنوات في رعب من التعامل بالعملات الأجنبية مع تصاعد أخطار الاعتقال والغرامات الباهظة التي فرضها النظام على التعامل بها.

أما اليوم، ومع انتعاش الحياة وتجدد الأمل، عادت بسطات تغيير الدولار إلى شوارع دمشق بكل حرية ودون أي عوائق أو قيود.

عصام الأشرفي، صرّاف سوري من سكان مدينة دمشق، تحدَّث للجزيرة مباشر عن الفرق الجوهري في التعامل بالعملات الأجنبية في ظل حكم النظام السابق وبعد سقوطه.

أسماء مستعارة للصرّاف في عهد بشار

وصف عصام الأشرفي الوضع السابق قائلًا “كانت التعاملات بالعملات الأجنبية تشكل خطورة كبيرة، كانت تعرّض كل من يتعامل بها للسجن لمدة تصل إلى 7 سنوات مع دفع غرامات ضخمة. لقد تم اعتقالي أكثر من مرة، وغُرمت بمبالغ طائلة بسبب تعاملي بالدولار”.

وأوضح الأشرفي أن الوضع كان سيئًا للغاية في وقت وجود النظام، إذ لم يكن بالإمكان حتى النطق بكلمة “صراف” أو ذكر سعر الدولار، حيث كانوا حينها يسمّون الدولار بأسماء مستعارة مثل “الخيار” أو “الخس” أو “البقدونس”، بينما الآن، يتم التعامل بالعملات الأجنبية بشكل علني ومن دون أي مضايقة.

“أمارس مهنتي بحرّية كاملة”

وقال الصراف السوري “عمدت إلى فتح بسطة أتداول فيها بجميع العملات الأجنبية، وأحصل على رزقي منها مع زبائني الدائمين. لا أحد يتعرض لي أو يضايقني بأي شكل من الأشكال”.

وأضاف “الوضع السابق كان يخنقنا، كنا مضطرين للتخفي في تعاملاتنا المالية. لم نكن نثق بأحد، لدرجة أننا كنا نحذف الرسائل المتعلقة بالعملات بشكل فوري”.

خلال فترة حكم النظام، تعرَّض عصام للإساءة والحبس المتكرر، لكنه يشعر بالحرية الآن بعد سقوط النظام، موضحًا “تم سجني أكثر من 12 مرة بسبب ممارسة مهنة الصرافة دون ترخيص، وتم تغريمي وسرقتي بملايين الليرات، آخرها كان عندما دفعت لهم 750 مليون ليرة سورية (7500 دولار) للرشوة والغرامات”.

وعبَّر عصام عن ارتياحه في الوضع الحالي بقوله “المرحلة الحالية أفضل بمئة درجة، أمارس مهنتي بحرّية كاملة”.

وأشار إلى تحديات الصرّافين الجدد الذين يفتتحون بسطات مجاورة، قائلًا “من يبيع الشاي والقهوة بجوار البسطات، ويتعامل بالدولار دون خبرة، سيقع في فخ الطمع، وقد يواجه مشكلات مع الدولارات المزورة”.