حفار قبور يكشف كيف أجبره نظام الأسد على دفن معتقلين بمقابر جماعية في حمص (فيديو)

في سياق الاكتشافات المستمرة للمقابر الجماعية للمعتقلين في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، كشف المواطن السوري رائد أبو دان، الذي يعمل حفار قبور، كيف أجبره النظام السوري المخلوع على دفن مئات السجناء في مقبرة تل النصر بحمص.

وقال رائد، للجزيرة مباشر: “أول مجزرة استلمتها كانت في 2012 بالمستشفى العسكري وكان تعدادها 450 قتيلًا وكانت موضوعة في برادات الخضار، وغالبا كانت جثثا لعلماء الدين”.

وأضاف: “كانوا يجهزون القبور بخط كامل، ونتيجة لعددهم الهائل أصبحوا يغطون القبور بمادة “التوتياء” [أتربة بتكثيف بخار الزنك] وكانت الجثث تأتي إما بأسماء أو بأرقام تابعة لأشخاص مجهولين”.

وعن الطريقة التي كانت تصل بها الجثث المجهولة الهوية، قال: “كانوا يجيبوهم بقلابات [شاحنات تتضمن حاويات كبيرة] ويرفعوا القلاب وينزلوا لنا إياهم ويروحوا”.

وأشار حفار القبور إلى أن سلطات أمن النظام ضغطت عليه كي يقوم هو بنفسه بنقل الجثث. وأضاف: “كانوا يقولوا لي بدك تروح أنت تجيب الجثث من هناك، أطلع يوميا الساعة 6 صباحا أذهب للدفاع المدني، وآخذ مهمة وأسير في خط سير محدد بالمتر وممتلئ بالحواجز العسكرية”.

أعداد ضخمة بعد الثورة

وأوضح رائد أبو دان أنه بعد عام 2012 تطورت حدة وكثافة الجرائم وأجبره النظام على التعامل مع الجثث من نقلها حتى دفنها، وتابع: “صار العدد يزيد وأوقات يستدعونا على الأفرع ونطلع بالسيارة وأوقات أخرج معهم بصفة غير رسمية، يأخذوني معهم لآخذ الجثث من فرع الأمن العسكري إلى المستشفى العسكري”.

وأضاف: “إذا كان عدد الجثث قليلا في المستشفى العسكري أحطهم معي في [السيارة] ’السوزوكي‘ وأوصلهم لهنا (المقبرة) ثم أرجع للدفاع المدني وآخذ سيارة كبيرة من نوع ’جي إم سي‘ وهذا مكتوب بالمهمات اللي أعطونا إياها، وأروح أحمّل العدد الموجود: 20 أو 30 أو 40 أو 10 أو 15.. تحت الـ5 ما في”، مشيرا إلى عدد المعتقلين الذي كان يقتلهم النظام بشكل مستمر.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان