معتقل سوري سابق يروي ظروف حبسه في “فرع فلسطين” (فيديو)

كشف محمد ناجي السعدي، المعتقل السابق بسجن “فرع فلسطين” في دمشق، عن انتهاكات جسيمة تعرَّض لها مع غيره من المعتقلين خلال فترة احتجازه في عام 2016 حتى لحظة خروجه في منتصف 2017.

وأوضح السعدي، في حديث خاص للجزيرة مباشر، أنه اعتُقل في أكتوبر/تشرين الأول 2016 دون أي تهمة واضحة، ونُقل بين أفرع أمنية قبل وصوله إلى فرع فلسطين، حيث شعر بأنه لن يغادره حيًّا.

وأشار السعدي إلى أن التهم الموجهة إليه كانت ملفقة، إذ اتُّهم بتمويل الإرهاب دون أي أدلة تثبت ذلك. وأكد أن تلك التهم لا أساس لها من الصحة، وأنه كان ضحية لعملية اعتقال عشوائي تستهدف الأبرياء.

ووصف السعدي الظروف التي مر بها داخل فرع فلسطين بأنها “قاهرة”، حيث كان يتعرض للتعذيب الجسدي والنفسي يوميًّا.

وشملت أساليب التعذيب، حسب السعدي، الضرب المبرح والإهانات المستمرة، في بيئة يفتقر فيها المعتقلون لأبسط مقومات الحياة الكريمة، مضيفًا “كان الهدف من التعذيب كسر إرادة المعتقلين وإجبارهم على الاعتراف بتهم لم يرتكبوها”.

وناشد السعدي المنظمات الدولية والحقوقية مواصلة الضغط على السلطات السورية للكشف عن مصير المعتقلين، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، مؤكدًا أهمية تسليط الضوء على معاناة المعتقلين والمطالبة بالعدالة.

واعتقلت سلطات الأمن السورية أثناء حكم الرئيس المخلوع بشار الآسد عشرات الآلاف وخصوصًا بعد اندلاع الثورة عام 2011، وتشير تقارير إلى أن الآلاف قضوا حتفهم تحت التعذيب، أو صاروا في عداد المفقودين خلال السنوات الماضية، بينما يتواصل العثور على مقابر جماعية دُفن فيها الآلاف من معتقلي النظام المخلوع.

ويُعرف “فرع فلسطين” بسمعته السيئة لكونه أحد أكثر مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري وحشية، حيث جرى فيه احتجاز المعتقلين في ظروف غير إنسانية، وسط تقارير متكررة عن انتهاكات مروعة لحقوقهم.