شاهد: “الخوذ البيضاء” تعيد الحياة لشوارع مدينة حمص المدمرة

تواصل فرق الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عملها لإعادة الحياة إلى مدينة حمص المدمرة، عبر إزالة الأنقاض وفتح الطرقات، كما تشمل هذه الجهود تنظيف الساحات العامة وتحسين ظروف المعيشة للسكان.

وقال شادي الحسن، مسؤول عمليات الدفاع المدني في حمص، إن “فرق (الخوذ البيضاء) تركز في عملها على المناطق الرئيسية في مدينة حمص، لا سيما الأحياء السكنية التي تعرضت للقصف من قبل نظام بشار الأسد، والطيران الروسي”.

وأضاف الحسن في حديثه للجزيرة مباشر “نحاول فتح الطرق الرئيسية التي تربط الأحياء مع بعض وتربط مدينة حمص بالمحافظات الأخرى”.

البنية التحتية شبه مدمرة

وعن التحديات التي تواجه فرق الدفاع المدني السوري، أكد الحسن أن البنية التحتية في حمص شبه مدمرة بالكامل فضلًا عن ضعف الإمدادات المقدمة للمدينة، متابعًا “نحاول تأمين الاحتياجات اللي تساعدنا لفتح الطرقات وإزالة الأنقاض، وإعادة تأهيل البنى التحتية”.

وفي السياق ذاته، تحدث المتطوع في فرق الدفاع المدني السوري إبراهيم العموري عن جهودهم في فتح الطرقات المغلقة لتسهيل حركة مرور المواطنين، وعودتهم لمنازلهم ضمن أعمال حملة “أمل العائدين”.

وأردف “من خلال خبرتنا السابقة في التعامل مع قصف نظام الأسد والقصف الروسي، والزلزال، سوف نوظف هذه الخبرة لخدمة سوريا الحديثة”.

حمص (الجزيرة مباشر)

عاصمة الثورة

ونال أداء فرق الدفاع المدني بمدينة حمص، رضا المواطنين وإشادتهم، حيث قال المواطن السوري عبد الرحمن الأطرش “الشباب بيشيلوا الأنقاض اللي خلفها النظام، والناس كلها شايفة النظافة اللي عملوها”.

وأضاف “14 سنة واحنا متغربين وبجهود الشباب قدرنا نرجع على بيوتنا، وما كنا نقدر نحكي كلمة في عهد النظام”.

وتُعرف مدينة حمص بعاصمة الثورة السورية، كونها تُعد أولى المدن التي شهدت احتجاجات واسعة ضد نظام بشار الأسد، ما دفع النظام السابق لشن هجمات عنيفة على المدينة وسكانها، بالإضافة إلى محاولات طمس هويتها التاريخية والثقافية.

إشادة دولية واسعة

وبرزت “الخوذ البيضاء” إلى الواجهة عقب بدء النظام السوري في قمع ثورة عام 2011، حيث أعلن عن تأسيس المنظمة عام 2013.

وتقول “الخوذ البيضاء” عن نفسها إنها مؤسسة إنسانية تكرس عملها في مساعدة المجتمعات في سوريا، وإنها ظهرت “استجابة للقصف الجوي والبري على المدن والبلدات ولسد الثغرات الحاصلة بسبب سحب الخدمات الحكومية الأساسية مثل الإطفاء والرعاية الصحية”.

وبحسب الموقع الرسمي للمنظمة فإنها تضم الآن نحو 3300 متطوع ومتطوعة، يعملون في المناطق السورية جميعها التي تعمل بها، وقد أسهم متطوعوها في إنقاذ أكثر من 128 ألف شخص، وفقدت خلال عملها 308 متطوعين، أغلبهم كانوا ضحايا قصف استهدفهم أثناء إنقاذهم المدنيين من تحت الركام.

وحظيت المنظمة بإشادة دولية واسعة منذ برزت جهودها في إنقاذ الأرواح خلال الثورة السورية، وقد رُشحت لجائزة نوبل للسلام عام 2016، كما نالت في العام نفسه جائزة “رايت لايفليهود” السويدية، المعروفة باسم جائزة نوبل البديلة، التي تمنح للعاملين في مجال حقوق الإنسان والصحة والتعليم.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان