الصحة العالمية تطالب إسرائيل بإطلاق سراح أبو صفية وحماس تطالب بالكشف عن مصيره
طالب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إسرائيل، اليوم الإثنين، بالإفراج عن مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة الطبيب حسام أبو صفية الذي اعتقلته مع آخرين من طاقمه خلال عملية عسكرية.
وأدّت العملية التي زعم جيش الاحتلال أنها هدفت لملاحقة أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى إخراج آخر مرفق طبي رئيسي في شمال القطاع المدمر من الخدمة وإفراغه من مرضاه، حسب ما أكدت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة.
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم عبر منصة إكس “أصبحت المستشفيات في غزة مجددا ساحة قتال، والنظام الصحي يقبع تحت تهديد حاد”.
وقال إن “مستشفى كمال عدوان في شمال غزة بات خارج الخدمة بعد العملية العسكرية الإسرائيلية والإخلاء القسري للمرضى والطاقم واحتجاز مديره”، وطالب بالإفراج الفوري عنه.
أوضاع صعبة في مستشفيات غزة
وأشار مدير منظمة الصحة العالمية الى أن مرضى مستشفى كمال عدوان نُقلوا إلى المستشفى الإندونيسي، مؤكدا أن المستشفى هو الآخر غير قادر على توفير الرعاية كما يجب.
وأفاد بأن 7 مرضى و15 من مقدمي الرعاية وأفراد الطاقم الصحي لا يزالون في المستشفى الإندونيسي الذي تعرَّض كذلك لأضرار بالغة، و”لا قدرة لديه على توفير الرعاية”.
وأشار إلى أن “المستشفى الأهلي ومستشفى الوفاء للتأهيل الطبي في مدينة غزة تعرّضا أيضا لهجمات اليوم وكلاهما تضرر”، وجدد الدعوة إلى وقف الهجمات على المستشفيات.
وقال المسؤول الأممي إن “الناس في غزة يحتاجون الى الرعاية الصحية، والعاملون في المجال الانساني يحتاجون للوصول لتأمين المساعدة الصحية”، وحث إسرائيل على أن تضمن توفير حاجاتهم وحقوقهم في الرعاية الصحية.
وأتت العملية التي طالت مستشفى كمال عدوان ومحيطه، في وقت تشن القوات الإسرائيلية عملية عسكرية واسعة في شمال قطاع غزة منذ 6 من أكتوبر/تشرين الأول 2024، تدعي أنها تهدف إلى منع حماس من إعادة تجميع قواها في ظل الحرب المتواصلة منذ 2023.
حماس تطالب بالكشف عن مصير أبو صفية
من جانبها، طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالكشف عن مصير أبو صفية، وحمّلت إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياته والطاقم الطبي الذين اعتقلهم جيش الاحتلال خلال اقتحام المستشفى.
وقالت الحركة في بيان “على ضوء الإخفاء القسري لحسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، الذي تعرَّض للاختطاف على يد جيش الاحتلال الصهيوني خلال اقتحامه للمستشفى، فإننا نحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن سلامته، وكافة الممرضين والمسعفين الذين تعرّضوا لنفس المصير المجهول بعد اختطافهم”.
وطالبت الحركة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل المؤسسات الحقوقية الدولية بممارسة أقصى درجات الضغط على سلطات الاحتلال للكشف عن مصير أبو صفية وزملائه وإطلاق سراحهم فورا.
كما ناشدت الحركة تلك الجهات ضرورة العمل على توفير الخدمات الطبية الأساسية لأهالي شمال قطاع غزة بعد تدمير جيش الاحتلال لكل المرافق الصحية وإخراجها من الخدمة، في انتهاك فاضح للقوانين الدولية.
استهداف المستشفيات وقتل المرضى
وفي السياق، قالت الجبهة الشعبية في بيان اليوم الاثنين إن “استهداف وحرق المستشفيات وقتل المرضى واختطاف الأطباء جزء من الإبادة الجماعية المستمرة في غزة“.
وأضافت أن “اقتحام قوات الاحتلال لمستشفى كمال عدوان واختطاف مدير المستشفى الدكتور حسام أبو صفية يشكّل جريمة حرب واعتداء سافرا على كافة القوانين والأعراف الدولية، ويكشف مجددا الوجه الإجرامي لهذا الكيان الإرهابي”.
Hospitals in #Gaza have once again become battlegrounds and the health system is under severe threat.
Kamal Adwan Hospital in northern #Gaza is out of service — following the raid, forced patient and staff evacuation and the detention of its director, Dr Hussam Abu Safiya two…
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) December 30, 2024
وقالت إن “استهداف الدكتور حسام أبو صفية المعروف بشجاعته ودوره الإنساني والوطني في خدمة أبناء شعبه، هو رسالة واضحة أن الاحتلال يشن حربا على عموم الشعب الفلسطيني خاصة من يحملون راية التحدي والعطاء”.
وحمّلت الجبهة الشعبية “الاحتلال الصهيوني والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم البشعة”، ودعت المجتمع الدولي إلى الكف عن صمته الذي يشجع الاحتلال على الاستمرار في حربه ضد الإنسانية، ومواصلة الضغط للكشف عن مصير الدكتور أبو صفية ومئات الأسرى المختطفين من قِبل الاحتلال.