كوريا الجنوبية.. المعارضة تطالب بعزل الرئيس وسط تهديدات بالإضراب وكبار مساعديه يقدمون استقالاتهم
أكبر أزمة سياسية منذ عقود

خيّر مشرعون في كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء الرئيس يون سوك يول، بين التنحي طوعا والعزل، وذلك بعد أن أعلن الأحكام العرفية ثم تراجع عنها بعد ساعات؛ مما أثار أكبر أزمة سياسية منذ عقود في رابع أكبر اقتصاد بآسيا.
وأشعل الإعلان المفاجئ، أمس الثلاثاء، مواجهة مع البرلمان الذي رفض محاولة الرئيس حظر النشاط السياسي وفرض رقابة على وسائل الإعلام، في حين اقتحمت قوات مسلحة مبنى البرلمان في العاصمة سول.
استقالات جماعية
قال المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء، إن كبار مساعدي الرئيس يون سيوك-يول، قدموا استقالاتهم بشكل جماعي، بعد أن رفع الرئيس الأحكام العرفية عن بلاده، بعد ساعات من فرضها.
وأفادت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) أن رئيس السكرتارية الرئاسية ومستشار الأمن الوطني وكبير المساعدين الرئاسيين للسياسات وغيرهم من كبار موظفي المكتب الرئاسي قدموا استقالاتهم بشكل جماعي.
وجاءت الاستقالات بعد أن أعلن رئيس كوريا الجنوبية مساء الثلاثاء، الأحكام العرفية، ثم عاد ورفعها في وقت مبكر من صباح اليوم، عقب تصويت الجمعية الوطنية (البرلمان) على رفض هذه الأحكام.
(جديد) أحزاب المعارضة تتقدم باقتراح لعزل الرئيس يون إلى الجمعية الوطنية https://t.co/ehO9luSVzE
— وكالة يونهاب للأنباء (@YonhapArabic) December 4, 2024
المعارضة تتحرك
ودعا الحزب الديمقراطي الرئيسي المعارض الرئيس يون سيوك-يول، الذي تولى منصبه عام 2022، إلى الاستقالة طوعًا وإلا فسيُعزل.
وقال بارك تشان-داي، النائب البارز في الحزب الديمقراطي “أصبح واضحا للأمة بأكملها أن الرئيس يون لم يعد قادرا على إدارة البلاد بشكل طبيعي.. عليه أن يتنحى عن منصبه”.
(جديد) الجمعية الوطنية تمرر تشريعا يطالب برفع الأحكام العرفية في جلسة عامة https://t.co/Pxhy7fohTg
— وكالة يونهاب للأنباء (@YonhapArabic) December 3, 2024
ونقل الحزب الديمقراطي في رسالة للصحفيين عن ستة أحزاب معارضة في كوريا الجنوبية القول إنها تعتزم تقديم مشروع قانون لعزل الرئيس يون اليوم، على أن يتم التصويت عليه يوم الجمعة أو السبت.
ودعا زعيم حزب “سلطة الشعب” الحاكم الذي ينتمي إليه الرئيس يون إلى إقالة وزير الدفاع كيم يونغ-هيون واستقالة مجلس الوزراء بأكمله.
“التنحي أو الإضراب”
وفي سياق الردود على فرض الأحكام العرفية، هدد اتحاد عمال الصلب في كوريا الجنوبية بتنفيذ إضراب، وقال إنه سيبدأ إضرابا كاملا في 11 ديسمبر حتى يتنحى الرئيس عن منصبه.
ودعا أكبر اتحاد للعمّال في كوريا الجنوبية الأربعاء إلى “إضراب عام مفتوح” إلى حين استقالة الرئيس يون سوك يول الذي فرض لساعات الأحكام العرفية في البلاد قبل أن يتراجع عن قراره بعد تدخّل السلطة التشريعية.
وقال الاتّحاد الكوري لنقابات العمال الذي يضمّ 1.2 مليون عضو إنّ رئيس الجمهورية اتّخذ “إجراء غير عقلاني ومناهضا للديمقراطية” وبالتالي “وقّع وثيقة نهاية حكمه”.
رئيس الحزب الديمقراطي يصعد هجومه السياسي على الرئيس لإعلانه الأحكام العرفية في البلاد https://t.co/AjB53wQU46
— وكالة يونهاب للأنباء (@YonhapArabic) December 4, 2024
“الأحكام العرفية ضرورية”
وكان الرئيس الكوري الجنوبي، قد قال في خطاب للأمة بثه التلفزيون إن “الأحكام العرفية ضرورية للدفاع عن كوريا الجنوبية في مواجهة كوريا الشمالية المسلحة نوويا والقوة المناهضة للدولة المؤيدة لبيونغ يانغ وحماية نظامها الدستوري الحر”، لكنه لم يحدد ماهية التهديدات.
وتبعت ذلك مشاهد فوضوية، إذ تسلق جنود مبنى البرلمان من خلال النوافذ المحطمة، وحلقت مروحيات عسكرية في السماء، وحاول معاونون في البرلمان إبعاد الجنود باستخدام طفايات الحريق، واشتبك متظاهرون مع الشرطة في الخارج.
(شامل) الرئيس يون يعلن تطبيق الأحكام العرفية، وتمرر الجمعية الوطنية تشريعا يطالب برفع الأحكام العرفية https://t.co/A2OLZP32w2
— وكالة يونهاب للأنباء (@YonhapArabic) December 3, 2024
وقال الجيش إن أنشطة البرلمان والأحزاب السياسية ستُحظر، وإن وسائل الإعلام والنشر ستكون تحت سيطرة الأحكام العرفية.
لكن في غضون ساعات من الإعلان، أقرّ البرلمان بحضور 190 من أعضائه البالغ عددهم 300، بالإجماع اقتراحا برفع الأحكام العرفية، بما في ذلك جميع الأعضاء الثمانية عشر الحاضرين من حزب يون، ثم ألغى الرئيس الإعلان.
وهتف متظاهرون خارج الجمعية الوطنية مرددين “لقد فزنا!” وصفقوا وقرعوا الطبول، ويتوقع حدوث المزيد من الاحتجاجات اليوم مع اعتزام أكبر ائتلاف نقابي، عقد تجمع حاشد في سول وتعهده بالإضراب حتى يستقيل الرئيس.