مرض السكري.. الأعراض والأسباب والعلاج
يُعَد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا في العالم، إذ يؤثر على ملايين الأشخاص سنويًّا. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، ارتفع عدد المصابين بالسكري من 108 ملايين شخص في عام 1980 إلى 830 مليونًا في عام 2022، مع توقعات بزيادة هذا العدد في السنوات القادمة.
فهم أعراض السكري وأنواعه المختلفة هو الخطوة الأولى للوقاية منه أو التعامل معه بفعالية. في هذا التقرير، سنستعرض كل ما تحتاج معرفته عن مرض السكري، من تعريفه إلى طرق الوقاية منه وأحدث الأبحاث في مجال علاجه.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمؤسسات فلسطينية تصدر توجيهات وتحذيرات عشية وقف إطلاق النار في غزة
نجم بوليوود “سيف علي خان” يتعرض للطعن وأطباء يكشفون تطورات حالته الصحية
نصائح للطلاب.. كيف تنظم وقتك وتستعد للامتحانات بذكاء؟
ما هو مرض السكري؟ وكيف يؤثر على الجسم؟
السكري هو اضطراب أيضي مزمن يحدث عندما يرتفع مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم بشكل مفرط. يتطور هذا المرض عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الإنسولين، أو عندما لا يستجيب الجسم بشكل صحيح لتأثير الإنسولين، وهو ما يُعرف باسم مقاومة الإنسولين.
يؤدي الإنسولين دورًا حيويًّا في تنظيم مستوى السكر في الدم. فعندما نتناول الطعام، يتحول جزء منه إلى جلوكوز يدخل مجرى الدم. استجابة لارتفاع مستوى السكر في الدم، يفرز البنكرياس الإنسولين الذي يساعد الخلايا على امتصاص السكر واستخدامه مصدرًا للطاقة. في حالة السكري، يتراكم السكر في الدم بدلًا من دخوله إلى الخلايا، مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة على المدى الطويل.
ما هي أعراض السكري الشائعة؟
تختلف أعراض السكري حسب نوع المرض وشدته، لكن بعض الأعراض الشائعة تشمل:
- زيادة العطش والجفاف: يحاول الجسم التخلص من السكر الزائد عن طريق البول، مما يؤدي إلى فقدان السوائل والشعور بالعطش المستمر.
- كثرة التبول: نتيجة لمحاولة الجسم التخلص من السكر الزائد، يزداد إنتاج البول بشكل ملحوظ.
- الشعور بالتعب والضعف: عدم قدرة الخلايا على استخدام السكر بكفاءة يؤدي إلى نقص الطاقة والشعور بالإرهاق.
- فقدان الوزن غير المبرر: في حالة نقص الإنسولين، قد يبدأ الجسم في حرق الدهون والعضلات للحصول على الطاقة، مما يؤدي إلى فقدان الوزن.
- تغيرات في المزاج: قد يؤثر عدم استقرار مستويات السكر في الدم على الحالة النفسية، مسببًا تقلبات مزاجية.
- تشوش الرؤية: قد يؤثر ارتفاع السكر في الدم على شكل عدسة العين، مما يسبب عدم وضوح الرؤية.
- بطء التئام الجروح: يمكن أن يؤثر ارتفاع السكر في الدم على قدرة الجسم على الشفاء، مما يجعل الجروح تستمر وقتًا أطول للالتئام.
- تكرار الإصابة بالالتهابات: يُضعف ارتفاع السكر في الدم جهاز المناعة، مما يزيد من قابلية الإصابة بالالتهابات، خاصة في الجلد واللثة والمسالك البولية.
من المهم ملاحظة أن بعض الأشخاص، خاصة المصابين بمقدمات السكري أو النوع الثاني، قد لا تظهر عليهم أي أعراض في البداية. لذلك، يُعَد الفحص الدوري أمرًا ضروريًّا، خاصة للأشخاص المعرَّضين لخطر الإصابة بالمرض.
ما هي أنواع مرض السكري؟
هناك أنواع عدة رئيسية لمرض السكري، كل منها له أسبابه وخصائصه الفريدة:
- النوع الأول (السكري المعتمد على الإنسولين):
يحدث عندما يهاجم جهاز المناعة خلايا بيتا في البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الإنسولين. يمثل نحو 5-10% من جميع حالات السكري. يظهر عادة في مرحلة الطفولة أو المراهقة، لكنه قد يصيب البالغين أيضًا. يحتاج المصابون به إلى حقن الإنسولين يوميًّا للبقاء على قيد الحياة. لا يمكن الوقاية منه حاليًّا، ولا يرتبط بنمط الحياة أو الوزن.
- النوع الثاني (السكري غير المعتمد على الإنسولين):
وهو الأكثر شيوعًا، إذ يمثل 90-95% من حالات السكري. يحدث عندما لا يستجيب الجسم بشكل صحيح للإنسولين (مقاومة الإنسولين) أو لا ينتج كمية كافية منه. يرتبط غالبًا بالسمنة وقلة النشاط البدني والتقدم في العمر. يمكن إدارته من خلال تغييرات في نمط الحياة والأدوية، وأحيانًا الإنسولين. يمكن الوقاية منه أو تأخير ظهوره من خلال اتباع نمط حياة صحي.
- سكري الحمل:
يظهر خلال فترة الحمل، عادة في الثلث الثاني أو الثالث. يؤثر على نحو 2-10% من النساء الحوامل. يختفي عادة بعد الولادة، لكنه قد يزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني لاحقًا. يمكن أن يؤثر على صحة الأم والجنين إذا لم يتم التحكم فيه.
مقدمات السكري:
وهي حالة تسبق الإصابة بالنوع الثاني، إذ تكون مستويات السكر في الدم أعلى من الطبيعي ولكن ليست مرتفعة بما يكفي لتشخيصها سكري. تزيد من خطر الإصابة بالنوع الثاني والأمراض القلبية الوعائية. يمكن عكسها من خلال تغييرات في نمط الحياة.
إضافة إلى هذه الأنواع الرئيسية، هناك أنواع أخرى أقل شيوعًا مثل السكري الناتج عن أمراض البنكرياس أو بعض الأدوية أو المتلازمات الوراثية النادرة.
كيف يمكن الوقاية من مرض السكري؟
بينما لا يمكن الوقاية من النوع الأول حاليًّا، يمكن اتخاذ خطوات للوقاية من النوع الثاني وسكري الحمل أو تأخير ظهورهما:
- اتباع نظام غذائي صحي:
تناول الأطعمة الغنية بالألياف والحبوب الكاملة. زيادة استهلاك الخضروات والفواكه. تقليل تناول الأطعمة المصنعة والسكريات المضافة. اختيار الدهون الصحية مثل زيت الزيتون والأفوكادو.
- ممارسة النشاط البدني بانتظام:
السعي لممارسة 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل الشدة أسبوعيًّا. دمج تمارين القوة مع التمارين الهوائية. تقليل فترات الجلوس الطويلة وزيادة الحركة خلال اليوم.
- الحفاظ على وزن صحي:
فقدان 5-7% من وزن الجسم يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوع الثاني. استخدام استراتيجيات فعالة وصحية لإنقاص الوزن والحفاظ عليه.
- تجنب التدخين:
الإقلاع عن التدخين أو عدم البدء فيه. التدخين يزيد من خطر الإصابة بالسكري ومضاعفاته.
- إدارة الضغط النفسي:
ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا. الحفاظ على التواصل الاجتماعي والدعم العاطفي.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم:
السعي للحصول على 7-9 ساعات من النوم ليلًا. الحفاظ على روتين نوم منتظم.
ما هي أبرز عوامل خطر الإصابة بالسكري؟
فهم عوامل الخطر يساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالسكري، مما يسمح باتخاذ إجراءات وقائية مبكرة. تشمل عوامل الخطر الرئيسية:
- التاريخ العائلي: وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بالسكري يزيد من خطر الإصابة.
- زيادة الوزن أو السمنة: خاصة إذا كانت الدهون متركزة حول منطقة البطن.
- قلة النشاط البدني: الخمول البدني يقلل من حساسية الخلايا للإنسولين.
- التقدم في العمر: يزداد خطر الإصابة بالنوع الثاني مع التقدم في العمر، خاصة بعد سن الـ45.
- ارتفاع ضغط الدم: غالبًا ما يترافق مع مقاومة الإنسولين.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن الشفاء من مرض السكري؟
حاليًّا، لا يوجد علاج نهائي للسكري، لكن يمكن إدارته من خلال الأدوية والتغييرات في نمط الحياة.
ما الفرق بين السكري من النوع الأول والثاني؟
النوع الأول هو مرض مناعي ذاتي يتطلب حقن الإنسولين، بينما النوع الثاني يرتبط غالبًا بنمط الحياة ويمكن إدارته من خلال تغييرات في النظام الغذائي والأدوية.
هل يمكن الوقاية من السكري بالأعشاب؟
بينما قد تساعد بعض الأعشاب في تنظيم مستوى السكر في الدم، لا يوجد دليل قاطع على أنها تمنع الإصابة بالسكري. يُفضل استشارة الطبيب قبل استخدام أي علاج بالأعشاب.