فاينانشال تايمز: هكذا أصبحت هيئة تحرير الشام قادرة على تصنيع الصواريخ والمسيرات

قالت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية في تقرير نشرته، اليوم الخميس، إن هيئة تحرير الشام كانت منذ 5 سنوات فقط “تقاتل للنجاة بعد سنوات من الهجمات التي يشنها نظام الأسد المدعوم من روسيا”.
غير أن الصورة تغيرت الآن، كما ذكرت الصحيفة، حيث تمتلك هيئة تحرير الشام في معقلها في محافظة إدلب “أكاديمية عسكرية وقيادة مركزية، ووحدات متخصصة يمكن نشرها بسرعة، وتشمل قوات مشاة ومدفعية وقوات خاصة وقناصة ودبابات وطائرات مسيرة، هذا علاوة تصنيع محلي للأسلحة”.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsالمعارضة السورية المسلحة تطلق سراح المعتقلين من سجن حماة المركزي (فيديو)
الجولاني يوجه رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي (فيديو)
المعارضة المسلحة تستقبل منشقين عن جيش النظام السوري في حلب (فيديو)
وأضافت الصحيفة أن قدرات هيئة تحرير الشام ظهرت بوضوح منذ أن بدأت في شن هجومها في محافظة حلب الأسبوع الماضي، “الأمر الذي ترك مراقبي الأوضاع في سوريا في حالة ذهول”، حسب وصف الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن آرون زيلين، الخبير في معهد واشنطن للأبحاث، أن الهيئة “تحولت خلال الأربع أو الخمس سنوات الماضية إلى جيش أولي مدرب”.
تصنيع محلي للمسيّرات
وأشارت الصحيفة إلى أن قيام هيئة تحرير الشام بتصنيع الأسلحة محليًا بشكل متزايد، خاصة المسيّرات والصواريخ، “الأمر الذي مكنها من أن تشكل خطورة جديدة على النظام السوري الذي يفتقر إلى القدرات اللازمة لمواجهة المسيرات”.
كما أشارت الصحيفة إلى أنه في الأيام الأخيرة بثت الهيئة مشاهد لهجوم بطائرات مسيّرة انتحارية على اجتماع لقيادات من جيش النظام السوري، وهجوم آخر على قاعدة جوية للنظام في حماة.
وأوضحت الصحيفة أن هيئة تحرير الشام تقوم في محافظة إدلب، التي تضم ما بين 3 إلى 4 ملايين نسمة، بتصنيع الطائرات المسيّرة في ورش صغيرة في المنازل والمخازن.

وأشار زيلين إلى الهجوم بالطائرات المسيّرة الذي تعرضت له الأكاديمية العسكرية التابعة للنظام في حمص في 2023، وأسفر عن مقتل 100 فرد على الأقل، كان دليلا على أهمية المسيّرات بالنسبة للهيئة، التي لم تعلن مسؤوليتها عن الهجوم “ولكن يعتقد على نطاق واسع أنها نفذته”، حسب قوله.
وأوضح برودريك ماكدونالد، الباحث المتخصص في الصراعات في كلية “كينجز” في لندن، أن الهيئة “طورت طائرات مسيرة صغيرة يمكنها التحليق فوق المركبات المدرعة وإسقاط القنابل اليدوية عليها”.
صاروخ “قيصر”
وأضاف تشارلز ليستر الباحث في معهد الشرق الأوسط للصحيفة أن الهيئة طورت نظام صواريخ موجهة، لا يعرف عنه الكثير، لكنه قادر على إطلاق “صواريخ ضخمة بذخيرة كبيرة”، ويعتقد أن الهيئة أطلقت على الصاروخ اسم “قيصر”.
وأضاف ليستر أن استخدام هذا النظام الصاروخي يعني أنه “لم تعد هناك حاجة إلى الشاحنات المفخخة الانتحارية، وهو ما كانت هيئة تحرير الشام تفعله قبل خمس سنوات”.
ونقلت الصحيفة عن خبراء أن الهيئة تمكنت من الاستيلاء على كميات كبيرة من الأسلحة والمعدات من قوات النظام السوري، كما أن “هناك سوقا سوداء رائجة للتجارة في الأسلحة والذخيرة بين ضباط في جيش النظام وبين الهيئة”.
كما نقلت الصحيفة عن الخبراء أن تركيا لا تقدم أسلحة لهيئة تحرير الشام، حيث تدعم أنقرة فصائل معارضة سورية أخرى مسلحة مثل الجيش الوطني السوري.
لكن يرى محللون أن بعض مخزون هيئة تحرير الشام من الأسلحة والذخيرة تم توفيره من جانب فصائل مسلحة أخرى تدعمها أنقرة.
مقاتلو الهيئة
وذكرت الصحيفة أن الهيئة تضم نحو 30 ألف مقاتل، حسب تقديرات الخبراء، منهم نحو 15 ألف فرد يعملون بشكل دائم كمقاتلين في الهيئة، علاوة على آلاف من جنود الاحتياط، وأعداد كبيرة من المقاتلين من فصائل مسلحة أخرى تشارك في المعارك التي تخوضها هيئة تحرير الشام في حلب وحماة ضد جيش النظام السوري.
وأوضحت جيروم دريفون، الخبيرة في الجماعات الجهادية في مجموعة الأزمة الدولية، وهي مركز دراسات مقره بروكسل، أن هيئة تحرير الشام في البداية حاولت تقليد البنية العسكرية لجيش النظام السوري، لكن أدركت أن هذا غير ممكن لقلة عدد مقاتليها، وبالتالي حاولت محاكاة نظام عمل جيوش غربية.
وأضافت دريفون أن قادة من الهيئة أخبروها أنهم يتطلعون لنموذج مشابه للجيش البريطاني، الذي يتميز بأن عدده قليل لكن كفاءته عالية.