بلومبرغ: لهذه الأسباب بوتين لن ينقذ بشار الأسد كما فعل منذ سنوات
قالت صحيفة بلومبرغ الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم الجمعة، إن رئيس النظام السوري بشار الأسد في أشد الحاجة إلى مساعدة إيران وروسيا لإنقاذ نظامه، في الوقت الذي اقتربت فيه المعارضة المسلحة من مدينة حمص الاستراتيجية، غير أن “تكرار عملية إنقاذ الأسد من قِبل حلفائه، كما حدث في عام 2015، يبدو حاليا غير محتمل”.
وأوضحت الصحيفة الأسباب، وهي أن الموارد العسكرية لكل من إيران وروسيا تعرضت للاستنزاف بسبب الحرب التي تخوضها موسكو في أوكرانيا، والمواجهة بين طهران وإسرائيل.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsمسؤول إيراني يكشف: دعم نوعي في طريقه لنظام الأسد.. وهذا موقفنا من التدخل البري
درعا تشتعل من جديد.. معسكر اللواء 52 ومعبر نصيب مع الأردن في قبضة المعارضة (شاهد)
أول تعليق من أردوغان بعد تقدُّم المعارضة السورية المسلحة وسيطرتها على حماة (فيديو)
والنتيجة أن روسيا شنت ضربات محدودة ضد بعض مواقع المعارضة المسلحة، ولم ترسل إيران الدعم العسكري الذي قد يساعد الأسد في مواجهة هجوم قوات المعارضة.
أهمية المعركة في حمص
وذكر التقرير أنه لم تبق مدينة سورية كبيرة في حوزة نظام الأسد قبل الوصول إلى دمشق سوى حمص، التي وصلت قوات المعارضة السورية إلى مسافة قريبة منها بعد أن سيطرت على حلب وحماة.
وإذا سيطرت قوات المعارضة على حمص “فسوف تقطع الطريق بين دمشق ومنطقة الساحل السوري، معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد، وهو ما يعني تقويض فرص بقاء الأسد في السلطة بشكل أكبر” وفق وصف الصحيفة.
رد ضعيف من بوتين
وأشار تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، في مقابلة مع الصحيفة، إلى أن “مستقبل الأسد لم يكن أبدا أكثر هشاشة مما هو عليه اليوم”، مشيرا إلى أن “روسيا لا تبدو قادرة أو حتى راغبة في إنقاذه”.
وأوضح ليستر أن أغلب ريف محافظة حمص يدعم المعارضة السورية “الأمر الذي سيساعد في تمهيد الطريق للسيطرة على مدينة حمص نفسها”.
وأضاف التقرير أن رد فعل بوتين على تقدم المعارضة السورية كان ضعيفا، بخلاف ما كان عليه الحال منذ 9 سنوات، حين تمكن من تحويل دفة الحرب لصالح الأسد.
واقتصرت المساندة الروسية لقوات النظام على غارات جوية محدودة على مواقع قوات المعارضة، دون مساندة عسكرية كبيرة كما حدث عام 2015، وذلك بعد ثلاث سنوات من الحرب التي تخوضها روسيا في أوكرانيا.
محاولات دعم “الجيش المنهار”
ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من الكرملين أن “روسيا ليست لديها خطة لإنقاذ الأسد، ولا تعمل على مثل هذه الخطة، ما دامت قوات الأسد تواصل التخلي عن مواقعها”.
ونصحت السفارة الروسية في دمشق رعاياها بمغادرة المدينة على متن الرحلات الجوية، وهو مؤشر على توقعاتها بتدهور الأوضاع في العاصمة.
وأوضح التقرير أن أكبر دعم يمكن أن يحصل عليه الأسد لدعم “جيشه المنهار”، حسب وصف التقرير، هو تدفق المقاتلين بريا إلى سوريا من جماعات وأحزاب دعمته من قبل، وعلى رأسها حزب الله اللبناني.
لكن قدرات حزب الله، وهو الأقوى بين الجماعات المدعومة من إيران، تراجعت بعد الحرب التي خاضها مع إسرائيل، وانتهت بالتوصل إلى وقف لإطلاق النار في لبنان. ولم يبق أمام نظام الأسد سوى محاولة الحصول على دعم من الجماعات المسلحة العراقية التي سبق أن وقفت إلى جانب قواته.
غير أن تحرك الجماعات المسلحة العراقية لدعم الأسد يواجه صعوبات، كما أوضح جريجور برو، كبير الباحثين المتخصصين في شؤون إيران بمجموعة “يورآسيا”، والسبب هو أن “الحكومة العراقية لا ترغب في توريط العراق في الحرب السورية”.
وكان أحمد الشرع، الملقب “أبو محمد الجولاني”، قائد غرفة عمليات فصائل المعارضة المسلحة، قد حذر الخميس رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني من التدخل في الحرب الدائرة في سوريا، وطالبه بمنع فصائل الحشد الشعبي من دخول سوريا لمساندة جيش النظام.
كما طالب زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر كل القوى الأمنية والمليشيات في العراق بعدم التدخل في الحرب في سوريا.
خلاف بين تركيا وإيران
وفي الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدبلوماسية لبحث الصراع في سوريا، حيث يجتمع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في الدوحة غدا السبت، وهي الدول الثلاث التي رعت مسار أستانا لخفض التصعيد في سوريا، تبدو الأوضاع أكثر صعوبة بالنسبة لنظام الأسد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه وراء المصافحة والابتسامات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ونظيره التركي هاكان فيدان، يبدو موقف البلدين مختلفا من الأزمة، حيث وصف عراقجي هجمات المعارضة المسلحة بأنها “مؤامرة إسرائيلية”، ورد فيدان بأنه لا يمكن إلقاء اللوم على التدخل الخارجي في سوريا، في حين لم يتمكن الأسد من التوصل إلى تسوية مع المعارضة.
ويرى سرحات أركيمان، مدير الأمن وتحليل الأخطار في مركز دراسات يتخذ من أنقرة مقرا له، أن “سقوط حمص يبدو مسألة وقت فقط”.
وأضاف أن “حمص أكثر أهمية من حماة، والاستيلاء عليها سيهدد بقوة نظام حكم الأسد”.