حمص.. عاصمة الثورة السورية ومفتاح دمشق
برزت أهمية مدينة حمص بوضوح في الأيام الأخيرة، بعد أن تمكنت قوات المعارضة السورية المسلحة من السيطرة على مدينتي حلب وحماة، وبدأت بالتوغل في ريف حمص في سعيها للسيطرة على المدينة التي تُعَد مفتاحا أساسيا للسيطرة على العاصمة دمشق.
وتُعَد مدينة حمص -عاصمة المحافظة- ثالثة كبرى المدن السورية بعد حلب ودمشق، وتحمل آثار العديد من الحضارات مثل روما وبيزنطة والأمويين والعباسيين والعثمانيين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsدرعا تشتعل من جديد.. معسكر اللواء 52 ومعبر نصيب مع الأردن في قبضة المعارضة (شاهد)
أول تعليق من أردوغان بعد تقدُّم المعارضة السورية المسلحة وسيطرتها على حماة (فيديو)
درعا والقنيطرة والسويداء.. تشكيل “غرفة عمليات الجنوب” في سوريا وسط تقدم المعارضة المسلحة (فيديو)
وتتمتع مدينة حمص بميزة استراتيجية، حيث تقع في وسط البلاد على طريق يؤدي إلى العاصمة دمشق الواقعة على بُعد 150 كيلومترا، كما تقع على الطريق المؤدي إلى ميناء اللاذقية على ساحل البحر المتوسط.
وتقع المحافظة -التي تحمل الاسم ذاته- في وسط البلاد، وتمتد حدودها الإدارية من لبنان غربا إلى العراق شرقا، وتشكّل صلة وصل بين شمال البلاد وجنوبها.
وقبل اندلاع الثورة السورية، كانت حمص (يُقدَّر عدد سكانها بنحو 800 ألف نسمة) تُعَد بمنزلة رئة اقتصادية للبلاد، إذ توجد في غربها وشرقها مصافٍ للنفط وحقول للغاز والعديد من المراكز الصناعية.
وتضم حمص أغلبية من المسلمين السنّة، وتشكّل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد أقلية فيها، إضافة إلى أقلية مسيحية.
وكانت حمص من أوائل المدن التي شاركت في مارس/آذار 2011 في الثورة ضد نظام بشار الأسد الذي تحكم عائلته سوريا منذ أكثر من نصف قرن.
بداية الثورة
مع اندلاع الثورة السورية عام 2011، أصبحت حمص مركزا للاحتجاجات المناهضة للنظام، ومسرحا لاشتباكات عنيفة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وأُطلِق عليها “عاصمة الثورة السورية”.
وبدأت فصائل المعارضة بالمقاومة ضد النظام، خاصة في أحياء مثل بابا عمرو والخالدية، بينما نفّذ جيش النظام استراتيجيات قصف وحصار مكثفة لاستعادة المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في عام 2012.
وتعرَّض بابا عمرو لقصف عنيف مطلع عام 2012، وسيطرت عليه قوات النظام. وخلال الحصار، مُنع نقل المواد الغذائية الأساسية والأدوية والمساعدات الإنسانية، مما تسبَّب في معاناة المدنيين بشكل كبير.
واضطر الأشخاص الذين بقوا في حمص القديمة، والذين كانوا معزولين عن العالم من دون كهرباء أو اتصالات، إلى أن يأكلوا أعشابا ونباتات وأطمعة مجففة، بينما كانوا محرومين من الغذاء والدواء.
خروج المعارضة في 2014
وفي عام 2014، خرجت المعارضة المحاصرة من المدينة القديمة وسط حمص بعد مفاوضات طويلة، وتوجهت إلى محافظة إدلب شمالي سوريا.
بعد إجلاء المعارضة، نفّذ النظام السوري سياسات شجعت على تغيير التركيبة السكانية في حمص، وبينما تم إخلاء بعض الأحياء بالكامل، استقر أنصار النظام في بعض الأحياء.
وفي مايو/أيار 2017، سيطر النظام السوري على المدينة كلها بعد إجلاء آخر أفراد المعارضة الذين كانوا متحصنين بحي الوعر في عملية أشرفت عليها روسيا.
وفي حمص قُتلت الصحفية الأمريكية ماري كولفن (56 عاما) والمصور الفرنسي ريمي أوشلك (28 عاما) بنيران جيش النظام في 22 من فبراير/شباط 2012، حيث كانا في منزل تحوَّل إلى مركز إعلامي للمعارضة في حي بابا عمرو.
وفي عام 2019، أمرت محكمة أمريكية سوريا بدفع أكثر من 300 مليون دولار لأقارب ماري كولفن، كما دانت الحكومة في دمشق لارتكابها هجوما “غير مقبول” ضد وسائل الإعلام.