وسط حالة ذهول.. معتقلو صيدنايا يخرجون زحفا بعد سنوات من التعذيب (شاهد)
بعد سنوات طويلة من الاحتجاز في السجن الأحمر السيّئ السمعة في صيدنايا، خرج المعتقلون وهم في حالة يرثى لها، يعانون من آثار التعذيب الذي دفع بعضهم إلى الزحف عوضًا عن المشي. هؤلاء المعتقلون الذين عانوا أسوأ أشكال الانتهاكات وجدوا أنفسهم فجأة في عالم تغير بشكل جذري.
وتركهم التغيير المفاجئ بسقوط النظام الحاكم الذي كان مسؤولًا عن معاناتهم في حالة صدمة وذهول، حيث بدت مشاعر الصدمة والارتباك واضحة على وجوههم، في وقت يحاولون فيه استيعاب الواقع الجديد، بعيدًا عن القضبان التي كانت تقيّد حياتهم لسنوات، في مشهد يعكس حجم الانتهاكات التي عانوها في هذا السجن.
مسلخ بشري
وكان سجن صيدنايا العسكري، أحد أكثر السجون تحصينًا في سوريا، مسرحًا لانتهاكات مروعة جعلته يُعرف بـ”المسلخ البشري”. وارتبط هذا الاسم بسنوات من التعذيب الوحشي، والحرمان، والاكتظاظ داخل زنازينه. كما أطلق عليه “السجن الأحمر” بسبب الأحداث الدامية التي شهدها عام 2008.
ولم تقف المعاناة في سجن صيدنايا عند الإعدامات، فقد كان المساجين يُجوَّعون عمدًا، إذ يمنعون من الطعام والماء فترات طويلة؛ مما يدفعهم لشرب أبوالهم للبقاء على قيد الحياة، وفق شهادات الناجين. كما كانوا يعانون تعذيبًا وحشيًّا باستخدام أدوات مثل الخراطيم والهراوات.
ولم يقتصر الأمر في صيدنايا على التعذيب الجسدي، بل كان السجناء يُحرمون من الرعاية الصحية، ويُبتزّون نفسيًّا، مثل تهديد النساء بالاغتصاب أمام أقاربهن، والاعتداء على الرجال جنسيًّا، بحسب ما وثقته منظمة العفو الدولية.
وتمكنت قوات المعارضة السورية المسلحة، أمس الأحد، من اقتحام سجن صيدنايا، وتحرير كافة المعتقلين منه، وذلك بعد دخولها العاصمة السورية دمشق، ثم أعلنت إسقاطها حكم بشار الأسد، وانسحاب قواته من وزارتي الدفاع والداخلية ومطار دمشق الدولي.