وول ستريت جورنال: هكذا عززت هيئة تحرير الشام قدراتها العسكرية تمهيدا لإسقاط الأسد

المعارضة السورية المسلحة، دمشق (رويترز)

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن هيئة تحرير الشام عملت على تعزيز قدراتها العسكرية بشكل كبير خلال السنوات الأربع الماضية، حيث أنشأت أكاديمية عسكرية وبدأت تصنيع أسلحة متطورة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة. وقد أدّت هذه الطائرات دورًا حاسمًا في دخول دمشق وإسقاط نظام الأسد.

ونقلت الصحيفة عن آرون زيلين، وهو زميل بارز في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ومؤلف كتاب عن هيئة تحرير الشام، قوله “لا أعتقد أن الهيئة كانت تتصور أنها ستتمكن من السيطرة على حلب في غضون أربعة أيام فقط”.

وكانت استعادة المعارضة السيطرة على حلب، بمثابة ضربة قاسية لحكومة بشار الأسد، حيث ظهر أحمد الشرع، قائد هيئة تحرير الشام، أمام حشود من المؤيدين ليصعد درجات قلعة حلب التاريخية، معلنًا عن عهد جديد لسوريا.

إيران تنسحب من المواجهة

وأبلغت إيران بشار الأسد أن الدعم لنظامه سيكون محدودًا، إذا تم تقديمه أصلًا. ووفقًا لمسؤولين سوريين، ألقى المسؤولون الإيرانيون باللوم على الأسد لعدم استعداده لهجوم المعارضة، وأوضحوا أنهم غير قادرين على إرسال تعزيزات عسكرية بسبب التهديدات الإسرائيلية. كما أشاروا إلى أن طائرة إيرانية كانت متجهة إلى سوريا في وقت سابق من الأسبوع اضطرت إلى العودة بسبب خطر الغارات الجوية الإسرائيلية.

وبدلًا من تقديم المساعدة، أمرت إيران الحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له بعدم التدخل في القتال، وفقًا للمسؤولين السوريين. كما نسقت إيران خروجًا آمنًا لموظفيها وتوصلت إلى اتفاق مع المقاتلين التابعين لها لتسليم المناطق للمعارضة بسلام.

وقالت لينا خطيب، خبيرة الأمن في الشرق الأوسط، للصحيفة “كان الروس، وحتى شخصيات سياسية وعسكرية رفيعة المستوى داخل النظام، قد أدركت مؤخرا أن دائرة الأسد باتت سفينة غارقة”.

جانب من المعارك في حلب (غيتي)

وبعد استعادة حلب، توجهت قوات المعارضة جنوبًا في قافلة من الشاحنات الصغيرة نحو حماة، التي كانت ضمن المدن التي خاض الأسد معارك للاحتفاظ بها في وقت سابق من الحرب. وشهدت المدينة معركة عنيفة أسفرت عن خسائر في الجانبين، لكن المتمردين تمكنوا من السيطرة على حماة في غضون أيام قليلة.

وفي ليلة 5 ديسمبر/كانون الأول الجاري، جمع الثوار قافلة مسلحة على الطريق المؤدي إلى حمص، مستعدين لقطع وصول الأسد إلى القواعد العسكرية على الساحل السوري وكذلك الحدود اللبنانية.

الشرع يدخل دمشق

ومع هروب الأسد، دخل أحمد الشرع إلى العاصمة دمشق يوم الأحد، وتجوّل بين حشود من المؤيدين الذين احتشدوا للاحتفال في أحد المنتزهات العامة، وزار المسجد الأموي التاريخي.

ووصف الشرع السيطرة على دمشق بأنها “لحظة تاريخية”، مؤكدًا عزم المعارضة على مواصلة المسار الذي بدأه الشعب السوري عام 2011، مؤكدا أمام السوريين “المستقبل لنا”.

المصدر : وول ستريت جورنال

إعلان