“لما الجلد يطلع صوت زي الخشب”.. طبيب مصري عائد من غزة ينقل ما رآه في خان يونس (شاهد)
تعجّب الطبيب رغم المشاهد القاسية، من صمود وصبر وإنسانية أهل غزة
روى طبيب مصري طبيب مشاهد قاسية وأخرى إنسانية لما شاهده في مستشفيات قطاع غزة، الذي يعاني عدوانًا إسرائيليًّا غير مسبوق، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبعد عودته من غزة مؤخرًا، نقل الطبيب أحمد سيد الذي عمل بالمستشفى الأوروبي في خان يونس جنوبي القطاع المحاصَر، ما شاهده خلال الفترة التي قضاها هناك، مشيرًا -رغم أهوال ما رأى- إلى صمود وصبر وإنسانية تُميّز أهالي غزة.
يقول الطبيب إنه في أول يوم عمل له في غزة شهدت الغرفة المجاورة له 5 عمليات بتر، مردفًا “رأيت طفلًا جاي بقدمه معلّقة بالجلد فقط على بقيّة الساق”.
وأضاف أن زملاءه الأطباء في غزة يجرون -منذ بداية الحرب قبل 4 أشهر- يوميًّا عمليات جراحية منذ الصباح وحتى آخر النهار، هذا بالإضافة إلى الحوادث.
وتابع أن اثنين من زملائه في غزة حقنوا نفسيهما بالمضاد الحيوي والمحاليل لكي يواصلوا عملهم الجراحي نظرًا لعدم وجود كوادر طبية، معقّبًا “الناس استُهلكت، زميلي مساعد التخدير بقوله أخبار الأهل إيه؟ بينهار قدامي كل أهله ماتوا: أبوه وأمه وأولاده ماتوا، وجاي بيشتغل”.
مشهد إنساني وآخر مفجع
وفي مشهد إنساني، قال إن زميله في قسم التخدير بالمستشفى كان ينام في آخر اليوم مع أهله داخل الخيم البلاستيك بالشوارع، ليوفّروا (يقصد أطباء غزة) غرفة سكنية كانت تُستعمل في كلية التمريض، للضيوف مثله.
ومن أصعب المشاهد التي وصفها الطبيب، قال “قبل ما أمشي من غزة بيومين جالنا شاب لا يتجاوز عمره 20 سنة رجليه الاثنين محروقين درجة ثالثة، يعني الجلد اتحرق والأعصاب اتحرقت، يعني تخبّط على جلده يطلع صوت زي الخشب، دا اتحرق لغاية امتى؟!”.
كما أشار إلى مريضة سرطان دم في عمر الـ21 أو الـ22 مبتورة اليدين والساقين، معقّبًا أن جروحها لن تلتئم، وتابع “حتى المرضى العاديين جروحهم لا تلتئم، كلهم عندهم أنيميا (فقر دم) كلهم ما أكلوا أي فواكه أو أي شيء يحتوي على فيتامين سي، كل الجروح 100% منها بيجيلها التهابات صديدية وبتحتاج إلى بتر”.
وختم “كلهم عندهم سوء تغذية، وكلهم بتكلمهم سبحان الله صابرين، يعني لما رجل يِفوق ويجد أن ساقه أو الاثنتين مبتورتين ده حياته هتبقى عاملة إزاي؟ وصابر وصامد وزوجته بتبكي جنبه، يعني حاجات تقطّع القلب”.