نيويورك تايمز: مصر تهدد بتعليق معاهدة السلام إذا دفع الجيش الإسرائيلي سكان غزة إلى سيناء

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير نشرته اليوم السبت، إن المسؤولين المصريين حثوا نظراءهم الغربيين على إبلاغ إسرائيل بأن “أي تحرك يُجبر أهل غزة على عبور الحدود إلى سيناء يمثل انتهاكا سيؤدي فعليا إلى تعليق معاهدة السلام لعام 1979” التي وقعتها مصر وإسرائيل، وذلك حسب ما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي رفيع المستوى في القاهرة.

كما نقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي آخر، وعن مسؤول أمريكي وآخر إسرائيلي، أن رسالة القاهرة كانت مباشرة، إذ “تهدد مصر بتعليق معاهدة السلام إذا دفع الجيش الإسرائيلي أهل غزة إلى مصر”.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي للصحيفة أن الحكومة المصرية كررت هذا التحذير لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الأربعاء الماضي، أثناء زيارته القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.

كما أكد المسؤول الأمريكي للصحيفة أن مصر أوضحت أنها مستعدة لنشر تعزيزات عسكرية على حدودها مع غزة، بما قد يشمل إرسال دبابات، إذا أُجبر الفلسطينيون على عبور الحدود إلى سيناء.

وذكرت الصحيفة أنه على الرغم من أن المصريين لم تكن لديهم أبدا علاقة دافئة مع إسرائيل عبر أربعة عقود من توقيع معاهدة السلام، فإن المعاهدة كانت أحد الثوابت القليلة في منطقة مضطربة، علاوة على استفادة مصر من مساعدات أمريكية تتجاوز المليار دولار سنويا منذ إبرام المعاهدة، حسب ما قالت الصحيفة.

مخاوف مصرية

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طلب، أمس الجمعة، من قادة جيشه وضع خطط لإخلاء منطقة رفح تمهيدا للقيام بعملية عسكرية فيها لملاحقة حماس، لكن من غير الواضح المكان الذي سيتوجه إليه النازحون في منطقة رفح إذا بدأ الجيش الإسرائيلي عملياته فيها.

ويتكدس أكثر من مليون ونصف المليون من سكان غزة في رفح على الحدود المصرية في مخيمات الإيواء التي أقامتها الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، في ظروف بالغة القسوة، ويعانون نقصا حادا في المياه والغذاء والدواء.

وتخشى السلطات المصرية أن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح ستجبر النازحين فيها على عبور الحدود إلى سيناء، خاصة أنهم أُجبروا على مغادرة منازلهم في شمالي قطاع غزة ووسطه مرات عدة، ودفعهم الجيش الإسرائيلي تدريجيا نحو رفح على الحدود المصرية.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين غربيين وآخرين من المنطقة أن الجانبين المصري والإسرائيلي يبحثان “منح إسرائيل دورا أكبر في تأمين الشريط الحدودي” بين مصر وقطاع غزة، المعروف باسم محور فيلادلفيا، والذي يمتد 14 كيلومترا من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم.

وسبق أن رفضت مصر طلبا إسرائيليا لنشر أفراد أمن إسرائيليين في محور فيلادلفيا على الجانب المصري من الحدود لأنه يمثل انتهاكا للسيادة المصرية.