هكذا خطط الاحتلال الإسرائيلي لسحق مزارعي الضفة الغربية وتبوير أراضيهم (شاهد)

يقضي مزارعو ضاحية شويكة شمال طولكرم أوقاتهم في مزارعهم متوجسين من تكرار لحظات الرعب التي عاشوها حينما أطلق جيش الاحتلال عليهم الرصاص الحي والقنابل باستمرار، ودون سابق إنذار بعد الـ7 من أكتوبر/تشرين الأول.
“لحظات لا تُنسى نهائيا”.. بهذه الكلمات بدأ مؤيد هزاهزة (24 عاما) حديثه للجزيرة مباشر، بعدما نجا بأعجوبة من موت محقق برصاص الاحتلال.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsطلاب في جامعة كولومبيا يحرجون رئيستها خلال حفل التخرج (فيديو)
بعد القرارات الأوروبية والبريطانية.. البرلمان الإسباني يوافق على حظر بيع الأسلحة لإسرائيل (فيديو)
منظمات إسلامية وفلسطينية: موقف “بي بي سي” من غاري لينيكر مُخز
وأضاف مؤيد الذي منعه الاحتلال من دخول أرضه مع إخوته “تشهدت 40 مرة، صرت أربط أي صوت أسمعه بما حدث، صار عندي خوف، طلبوا أن نبتعد عن الجدار 200 متر، لكنهم أطلقوا علينا الرصاص حتى على بُعد 250 و350 متر، بالكاد بقي لنا 50 متر!”.
ورغم مخاوف هزاهزة من دخول أرضه، فإنه جازف للوصول إلى محصوله من البطاطا لينقل معاناته اليومية، وتابع “بدهمش نضل بالأرض، بيقولوا: اطلع منها، بس إحنا رح نضل نفوت. لو طخوا 200 مرة، هاد اللي بنقدر نعمله، والباقي عند رب العباد”.
وبرز تأثر أصغر الإخوة عبد الرحمن هزاهزة (14 عاما) الذي شهد الحادثة معهم، وهو يستذكرها “أنا وأخوي محمد ومهند هربنا واحنا بنحبي من بين الملوخية، وظل أبي ومؤيد، ركب مؤيد السيارة ونيّم الكرسي بالكامل، وقادها للخلف وهم يطلقون عليه الرصاص، كنت أتشهد. نحن خائفون، لا مصدر رزق لنا سوى الزراعة”.

وأفاد المزارعون الذين يعيشون توجسا يوميا مع عائلاتهم بأن الاحتلال كان يلقي قنابل مسيلة للدموع وصوتية عليهم، ويرسل طائرات مسيّرة تأمرهم بالرحيل، لتتطور الأمور ويحاول الاحتلال إخراجهم من أراضيهم الزراعية عبر إطلاق الرصاص الحي.
وبينما يرزح المزارعون أصحاب الأراضي تحت وطأة خسائرهم إثر تلف محاصيلهم، يتحمل الذين يستأجرون الأراضي لزراعتها خسائر تفوق طاقتهم بمراحل، كحالة يوسف شكوان والإخوة هزاهزة الذين يستأجرون 130 دونما.
وأوضح مهند هزاهزة “ندفع سنويا 350 ألف دينار بمعدل 100 دينار باليوم. مخاسرنا تعدت 300 ألف شيكل، لا نستطيع تحمّلها”، مطالبا بعدها رئيس الوزراء ووزارة الزراعة بالنظر إليهم ومساعدتهم.
وأشار إلى أنهم لم يتلقوا أي رد من الوزارة “لا يأبهون حسبما أرى، توجهنا لهم فتعاملوا وكأنه لا علاقة لهم، علينا التزامات ومخاسر لا نستطيع إيفاءها وتسديدها”.
وأحرق الاحتلال أيضا بعض أراضي المزارعين بفعل القنابل مدمرا شبكات الري، ومزق دفيئاتهم (بيوت النايلون للزراعة) ليضمن خلوها، كما فعل مع عائلة عدي الطنيب بضاحية ارتاح جنوبي طولكرم، ورغم ذلك تحاول العائلة الوجود يوميا في الأرض ولو بالخفية.
وقال الطنيب إنه رغم تعرضه لإطلاق الرصاص الحي والمطاردة من جنود الاحتلال سابقا، فإنه يصر على الوجود فيها “نريد تثبيت وجودنا بالمنطقة، مستحيل ننسحب من أراضينا”.
ولفت عاهد زنابيط، مدير الإغاثة الزراعية بشمالي الضفة، إلى أنهم حاولوا التواصل مع أطراف عدة من الارتباط المدني ومؤسسات السلطة الفلسطينية، لتسهيل اقتراب المزارعين من أراضيهم، ولكن دون تلقي نتيجة بذلك، قائلا “مؤسف أن تدخّل السلطة كان ضعيفا بهذا الجانب”.
وتشهد مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية المحتلة يوميا حملات دهم واقتحامات للقرى والبلدات من قِبل قوات الاحتلال والمستوطنين، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام على الشبان الفلسطينيين، وزادت وتيرة تلك الحملات بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.