سي إن بي سي: هكذا اتسع الصراع بين إسرائيل وحماس إلى أبعد من الشرق الأوسط

قال موقع “سي إن بي سي” الأمريكي إنه بعد 4 أشهر من الحرب في قطاع غزة، اتسعت خريطة الصراع بين إسرائيل وحماس إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط.
وأضاف الموقع، في تقرير نُشر اليوم الأربعاء، أن هناك مخاوف متزايدة من أن يتطور الصراع إلى حرب إقليمية شاملة قد تؤدي إلى مواجهة مباشرة بين إيران والولايات المتحدة.
وفي حين يعتقد خبراء ومسؤولون غربيون أن هناك إحجاما من طهران أو واشنطن للدخول في حرب مباشرة، فإن مؤشرات سوء التقدير تظل قائمة مع النشاط المتزايد لحركات المقاومة المسلحة في المنطقة التي تسعى وفق حسابات خاصة إلى فتح جبهات أخرى بنوع من الاستقلالية عن إيران، مما يجعل المنطقة مقبلة على حالة من عدم اليقين.
الجبهتان اللبنانية والسورية
وأوضح التقرير أنه في اليوم التالي لهجوم حماس المفاجئ في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أطلق حزب الله اللبناني المدفعية والصواريخ على إسرائيل التي ردت، وبدأت عمليات تبادل النار عبر الحدود، ولا تزال مستمرة حتى اليوم، مما يثير المخاوف من تكرار الحرب الإسرائيلية اللبنانية عام 2006.
وفي 12 أكتوبر، شنت إسرائيل ضربات ضد أهداف في الداخل السوري، بما في ذلك مطارات دمشق وحلب.
وواصلت إسرائيل ضرباتها العسكرية ضد التنظيمات المرتبطة بإيران، التي اتهمت إسرائيل بقتل أعضاء من الحرس الثوري في سوريا.
العراق
وفي 18 أكتوبر، أي بعد 11 يوما من هجوم حماس، أطلق مسلحون في العراق صواريخ على القوات الأمريكية.
وتُعَد هذه العملية الأولى من بين أكثر من 160 ضربة منذ ذلك الحين على المواقع الأمريكية في العراق وسوريا والأردن، حسب ما يقول البنتاغون.
وأضاف البنتاغون أنه تم اعتراض معظم هذه الصواريخ، لكن بعضها أفلت من الدفاعات الجوية، وأصاب قواعد وقتل وجرح أفرادا.
ويوجد نحو 3000 جندي أمريكي في الأردن، و2500 في العراق، و900 في شمال شرقي سوريا، وفقا لوزارة الدفاع.
تبنت “المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤولية العديد من الضربات ضد القوات الأمريكية، قائلة إنها ستستمر في ذلك حتى تتوقف إسرائيل عن قصف غزة.

البحر الأحمر
وفي 19 أكتوبر، أسقطت السفينة الحربية الأمريكية “يو إس إس كارني” في البحر الأحمر صاروخا أطلقه الحوثيون في اليمن باتجاه إسرائيل.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، اختطفت المجموعة سفينة “غالاكسي ليدر”، وهي سفينة شحن مملوكة جزئيا لرجل أعمال إسرائيلي، وبدأت بشن العشرات من الهجمات الصاروخية والهجمات بطائرات مسيّرة ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر.
ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون السفن المرتبطة بإسرائيل، تضامنا مع الفلسطينيين واحتجاجا على حرب الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في غزة.
وشدد التقرير على أن الطائرات المسيّرة والصواريخ التي أطلقها الحوثيون تشبه الطائرات المسيّرة والصواريخ الإيرانية. وقد اتهمت الولايات المتحدة طهران بتسليح الجماعة وتدريبها.
ويتم إطلاق هذه الأسلحة في البحر الأحمر، وتحديدا في مضيق باب المندب، الذي يُعَد أحد ممرات التجارة العالمية، حيث يمر منه ما يقرب من 9% من صادرات النفط العالمية.
انتقام أمريكي
وأوضح التقرير أنه بعد أشهر من الهجمات التي شنها المسلحون المدعومون من إيران، أدت إلى إصابة القوات الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وبعد مقتل 3 من أفراد الخدمة الأمريكية وإصابة أكثر من 30 في شمال شرقي الأردن، نفذت الولايات المتحدة غارات جوية على أكثر من 80 هدفا على جانبي الحدود العراقية السورية.
كما شنت غارة بطائرة مسيّرة في بغداد استهدفت أبو باقر الساعدي، الذي وصفته القيادة المركزية الأمريكية بأنه كان قائدا ومسؤولا مباشرا عن التخطيط والمشاركة في هجوم الطائرات المسيّرة في الأردن.
وردّا على هجمات الحوثيين على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر، نفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، في فبراير/شباط، ضربات عدة بما في ذلك هجوم على أكثر من 30 هدفا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وخلص التقرير إلى أن انتشار العنف في الإقليم أدى إلى قلق الحكومات من خطر نشوب حرب إقليمية واسعة النطاق.
وحذرت إيران من أن الرد العسكري الأمريكي المتزايد سيؤدي إلى مزيد من الانتقام من جانب طهران.
وقال التقرير إن العديد من المراقبين الإقليميين يشعرون بقلق عميق إزاء القصف الصاروخي المتبادَل بين إسرائيل وحزب الله الذي قُدّر بنحو 130 ألف صاروخ وقذيفة.
ووصف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الوضع الراهن بأنه “فترة متقلبة بشكل لا يُصدَّق في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن العالم “لم يشهد وضعا خطيرا مثل الوضع الذي نواجهه الآن في جميع أنحاء المنطقة منذ عام 1973”.