هآرتس: من يذهب للقتال؟ سؤال يشعل حربا جديدة داخل إسرائيل

من يجب أن يخدم في الجيش الإسرائيلي؟

جنود إسرائيليون مصابون يشيعون آخرون قتلوا خلال الحرب على غزة
جنود إسرائيليون مصابون يشيعون آخرين قتلوا خلال الحرب على غزة (الفرنسية)

بعد قضاء جنود الاحتياط 4 أشهر في معارك غزة، نذر حرب من نوع آخر تلوح في الأفق، إنها حرب بين المجتمعات “الأرثوذكسية المتطرفة” و”العلمانية” في الداخل الإسرائيلي حول “من يجب أن يخدم في الجيش الإسرائيلي؟”، ولا سيما بعد تطوع بضع عشرات فقط من رجال “الحريديم” اليهود الأشكيناز المتزمتين دينيًا، في القتال الحالي بعد 75 عامًا من البعد عن المشاركة في أي شؤون تتعلق بالدولة.

ولفت المقال المنشور في صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية أنه في غضون أسابيع قليلة، عاد معظم رجال “الحريديم” إلى الحياة المدنية، ولكن سيتم استدعاؤهم أحيانًا للخدمة الاحتياطية الخفيفة في السلك الحاخامي العسكري.

وما يشي بتصاعد الاحتقان والصدام المجتمعي، بقاء عشرات الآلاف من طلاب المدارس الدينية “الحريديم” معفيين من التجنيد لعقود، على الرغم من أن محكمة العدل العليا في إسرائيل قضت بأن هذا الإعفاء غير دستوري، لأنه يمثّل تمييزًا ضد أولئك الذين يخدمون في الجيش.

أيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي المتطرف في إسرائيل مصر على تسليح المستوطنيين لتصفية الفلسطينيين
أيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي المتطرف في إسرائيل مصرّ على تسليح المستوطنين لتصفية الفلسطينيين (مواقع فلسطينية)

نتنياهو واليمين المتطرف يخسرون

ويرى كاتب المقال أن إسرائيل كان بإمكانها تجنّب هذا الخلاف المجتمعي في هذا الوقت العصيب من الحرب، لو تم إعداد مشروع قانون جديد يعرض بشكل عاجل على الكنيست، ويقضي بعد إقراره كتشريع، بتمديد فترة الخدمة الإلزامية للشباب إلى 3 سنوات بدلًا من 32 شهرًا، وإمكانية استدعاء مجندي الاحتياط حتى عمر 45 عامًا بدلًا من 40 عامًا.

وسوف يكون بالإمكان إشراك المجندين بمهام الجيش 40 يومًا سنويًا بدلًا من 25 يومًا كل 3 سنوات، ومضى قائلًا “إسرائيل تحتاج لمثل هذه القوانين لكي تبقى متأهبة في ظل تصاعد التوتر على جميع الجبهات”.

لكن قادة “الحريديم” وحاخاماتهم ليس لديهم أي نيّة للسماح لطلابهم بالتجنيد، فبحسب الكاتب، هذا من شأنه تفريغ المدارس الدينية وإنهاء سيطرتهم على الشباب في مجتمعاتهم، بينما يرى السياسيون وفي مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أنه من الصعب الفوز بهذه المعركة في المحاكم.

أساس المشكلة تكمن كما قال أحد الوزراء “الإسرائيليون حاليًا لا يريدون نتنياهو رئيسًا للوزراء بعد حرب 7 أكتوبر ولا يريدون شركاءه أيضًا”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (يسار) ووزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (رويترز)

سلاح ذو حدين

ويرى الكاتب أن السبب الآخر لتصاعد الاحتقان الداخلي بشأن من يشارك في القتال، الحاجة الماسة إلى استدعاء المزيد من جنود الاحتياط من الرجال والنساء الإسرائيليين وقضاء فترات أطول بالجيش، من أجل مراقبة الضفة الغربية وحماية المستوطنات، مع تصاعد الغضب الفلسطيني هناك.

السياسيون اليمينيون المتطرفون -ممثلو المستوطنين وأبواقهم الإعلامية- يدركون تمامًا خطر الغضب الشعبي حيالهم خاصة مع تركيز الإعلام على جنودهم الذين قُتلوا منذ بداية الحرب وهم بالأساس مستوطنون، أو تلقوا تعليمهم في المدارس “الصهيونية” الدينية.

الشراكة بين الأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة واليمين المتطرف في الائتلاف، بمثابة سلاح ذي حدين، فلولا أصوات “الحريديم”، لما وصلوا هم ونتنياهو إلى السلطة، وهو ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تصاعد الغضب الشعبي بشأن إعفائهم من التجنيد إلى سقوطهم جميعًا، كما يرى الكاتب.

المصدر : صحيفة هآرتس الاسرائيلية

إعلان