أمنيتها المشي إلى المدرسة.. قصة الطفلة جنى التي بترت إسرائيل أحلامها

مئات الأطفال في غزة تعرضوا لبتر أطرافهم جرء العدوان الإسرائيلي
مئات الأطفال في غزة تعرضوا لبتر أطرافهم جراء العدوان الإسرائيلي (رويترز)

تمسك الطفلة الفلسطينية جنى ياسين (13 عاما) بمجموعة من الألوان وترسم صورة فتاة صغيرة، لكن دون ساق، تعبيرا عن تجربتها الصعبة بعد بتر ساقها جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا نزحت عائلتها إليه جنوب مدينة غزة.

وتحتضن جنى، التي ترقد في المستشفى المعمداني بمدينة غزة، الألوان بشغف، كما لو أنها تحاول من خلالها إيجاد مخرج لمشاعرها الداخلية جراء ما أصابها.

بتر ساق جنى لم يكن أمرا سهلا عليها، وفي كل مرة تنظر فيها إليها وتتحسس جرحها تدخل في حالة من البكاء الشديد والحزن.

وتشعر الطفلة الفلسطينية بالحزن العميق لفقدان جزء من جسدها، وهو ما يمنعها من الحركة واللعب والدراسة بشكل طبيعي، حسب قولها.

لكن مع فقدانها ساقها اليسرى، تتمنى جنى العودة للمشي واللعب والدراسة.

وتجلس والدة الطفلة بجانبها، تمسك بيدها بلطف، وتتأمل في عينيها الصغيرتين تارة، وتارة أخرى تنظر إلى جرح ابنتها بقلب ينزف مع كل نظرة، والدموع لا تفارقها جراء ما أصاب طفلتها.

وتردد الوالدة كلمات تحاول من خلالها أن تبعث الأمل في نفس الطفلة، فهي تخبرها بأنها ستكبر وتلعب مرة أخرى، وستعود إلى مقاعد الدراسة، سعيا لمنحها القوة والصبر، ومساعدتها على نسيان ما أصابها.

أطفال غزة يعيشون أوضاعا غير إنسانية منذ بداية العدوان الإسرائيلي
أطفال غزة يعيشون أوضاعا غير إنسانية منذ بداية العدوان الإسرائيلي (رويترز)

تحلم بأن تكون طبيبة

وقالت جنى “الاحتلال استهدف المنزل الذي كنت فيه، وعلى إثرها بُترت ساقي اليمنى، وأصيبت اليسرى بجراح بالغة”.

وأضافت “نفسي أمشي وألعب وأتعلم، الصف الذي أدرس فيه بمدرستي في الطابق الرابع، فكيف سأصعد على الدرج؟ حرمني الاحتلال من التعليم وأبسط الأشياء مثل المشي، وحرمني من مستقبلي”.

ووجهت جنى رسالة إلى دول العالم بأنها تريد حقها كباقي أطفال العالم في المشي واللعب والدراسة، وأن تحقق حلمها بأن تصبح طبيبة.

ودعت إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، مشيرة إلى أن الأطفال في القطاع مشردون مظلومون، أمنيتهم العيش كبقية أطفال العالم بحرّية، وذكّرت العالم بأن مئات الأطفال بُترت أقدامهم بسبب الحرب.

استشهاد شقيقيها

وعن معاناتها بعد قصف منزلها، قالت والدة الطفلة جنى “في البداية كانت مهمة صعبة أمامي لأخبر ابنتي بأن ساقها بُترت، وأن شقيقيها استشهد”.

وأضافت الأم أنها بعد أيام من إخبار جنى بوفاة شقيقيها، مما سبَّب لها صدمة بالغة، أخبرتها بأنها تعرضت لبتر ساقها، الأمر الذي أدى إلى دخولها في غيبوبة، ودفع الطواقم الطبية لإجراء تدخلات سريعة.

وتابعت الأم “نحن من سكان حي الزيتون، نزحنا إلى منطقة الصبرة لبيت أختي في 12 يناير الماضي، اعتبرناها منطقة آمنة، ولكن دون سابق إنذار، قامت القوات الإسرائيلية بقصف المنزل بشكل كامل، مما تسبب في استشهاد 15 شخصاً وإصابة العشرات، بينهم بنتي التي بُترت ساقها، وأنا أصبت ببتر في أحد أصابعي”.

وتابعت “ما زالت ابنتي غير قادرة على قبول حقيقة بتر ساقها، وتقول دائما: أريد أن أمشي، أريد رجلي”.

وناشدت الأم المكلومة دول العالم وقف الظلم في قطاع غزة، وإنهاء الحرب الإسرائيلية.

المصدر : وكالات

إعلان