لماذا غيّر زعيم حزب العمال البريطاني موقفه من الحرب في غزة؟

يسعى حزب العمال بقيادة ستارمر بشكل حثيث إلى تجنب تكرار “التمرد الكبير” للحزب الوطني الاسكتلندي

زعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، محذرا إسرائيل من توسيع هجومها العسكري إلى مدينة رفح (غيتي)

دعا زعيم حزب العمال البريطاني إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، محذرًا إسرائيل من توسيع هجومها العسكري إلى مدينة رفح، موضحًا بذلك موقفه قبل مناقشة متوقعة في البرلمان بشأن الحرب التي تسببت في إثارة انقسامات في صفوف الحزب.

وخلال كلمته أمام مؤتمر لحزب العمال الاسكتلندي في “غلاسكو”، قال كير ستارمر “يجب إنهاء القتال، ليس فقط للوقت الراهن، وليس هدنة مؤقتة بل وقفا دائما”، لافتا إلى أن “التهديد بالهجوم على رفح لا يمكن أن يحدث. المدينة المكتظة حاليا بقرابة 1.5 مليون شخص ويعيشون في ظروف صعبة وليس لديهم مكان آخر يفرون إليه، لا يمكن أن تصبح مسرحًا جديدًا للحرب”.

خطاب ستارمر جاء بعد يوم من موافقة مؤتمر “غلاسكو” بالإجماع على قرار يدعو صراحة إلى وقف فوري لإطلاق النار من كلا الجانبين، أقره زعيم حزب العمال الاسكتلندي أنس ساروار، الذي انتقد في السابق موقف ستارمر المتشدد حيال الحرب في غزة، المتمثل في الدعوة إلى هدن إنسانية لتسهيل وصول المساعدات إلى غزة بدلًا من وقف إطلاق النار للحيلولة دون منح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فرصة لإعادة تنظيم صفوفها، حسب تعبيره.

وقبل يوم من خطاب ستارمر، قال ساروار “إذا تمكنا من إرسال رسالة موحّدة بشأن غزة من برلمان المملكة المتحدة، فعلينا أن ننتهز هذه الفرصة، وآمل أن ينخرط الشارع في دعم هذا الموقف الموحد”.

ضربة موجعة

وبحسب صحيفة (الغارديان) البريطانية، يواجه ستارمر ضغوطًا متواصلة قبيل التصويت الحاسم لمجلس العموم غدًا الأربعاء بشأن اقتراح يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، فضلًا عما وصفته الصحيفة بـ”الضربة الموجعة” التي تلقاها ستارمر عقب إقرار حزب العمال الاسكتلندي بالإجماع الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، كما سبق تبنّي البرلمان الاسكتلندي بأغلبية أعضائه قرارًا مماثلًا.

ويسعى حزب العمال بقيادة ستارمر بشكل حثيث إلى تجنب تكرار “التمرد الكبير” للحزب الوطني الاسكتلندي، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما تحدى 56 نائبًا عماليًّا الضغوط التي مارسها حزب العمال لدعم موقف ستارمر من الحرب في غزة؛ مما أسفر عن انسحاب 8 نواب من الحزب.

وفي نوفمبر الماضي، أيّد نحو ثلث أعضاء حزب العمال البالغ عددهم 198 مشروع التعديل الذي قدمه الحزب الوطني الاسكتلندي الذي جاء فيه “ندعو الحكومة إلى الانضمام إلى المجتمع الدولي في الضغط بإلحاح على جميع الأطراف للموافقة على وقف لإطلاق النار”، بدلًا من موقف ستارمر ورئيس الحكومة الداعي إلى هدن إنسانية فحسب.

وكان حزب العمال البريطاني قد أوقف ترشيح أحد أعضائه في شمال المملكة المتحدة للانتخابات العامة المقبلة على خلفية انتقاده إسرائيل، عقب سحب ترشيح “أزهر علي” مرشح الحزب في الانتخابات الفرعية نهاية الشهر الجاري.

ومع تقدم حزب العمال بفارق كبير في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقررة في وقت لاحق من هذا العام، يسعى ستارمر لإظهار أعضاء الحزب على أنهم جبهة موحّدة أمام الناخبين إلا أن الحرب على غزة تضع هذه الوحدة تحت الاختبار، في ظل تواصل جرائم الإبادة من جيش الاحتلال التي أدت إلى ارتفاع عدد الشهداء منذ بداية الحرب إلى نحو 29 ألف شهيد وقرابة 69 ألف مصاب معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.

المصدر : الغارديان البريطانية

إعلان