“أكثر المشاهد رعبا في حياتي”.. جراح كندي يروي ما رآه بمستشفيات خان يونس (فيديو)

الطبيب: ما أراه الآن أصبح أسوء من كل ما رأيته

‌روى الجراح الكندي ياسر خان، للجزيرة مباشر ما رآه من مشاهد صادمة خلال مشاركته في علاج جرحى الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وقال “كنت في خان يونس قبل بضعة أسابيع، وقد زرت أكثر من 40 بلدًا مختلفًا في إطار العمل الإنساني في إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وما رأيته في خان يونس كان أكثر المشاهد رعبًا في حياتي كلها، وآمل ألا أراه في حياتي مجددًا”.

وفي التفاصيل قال “كان الجزء الأكبر من المرضى الذين عالجتهم من الأطفال من سنّ الثانية إلى الـ17، رأيت إصابات رهيبة في العين والوجه لم أرها من قبل”.

وأضاف “عيون متضررة لدى طفلين عمرهما 6 سنوات بشظايا كان عليّ إخراجها وشظايا عالقة في داخل العيون وإصابات في الوجه، رأيت إصابات فظيعة حيث تقطع الأطراف وتتدلى، رأيت إصابات مريعة على مستوى البطن وكان الوضع فوضويًّا تمامًا”.

واستطرد قائلًا “كان هناك أطفال على الأرض بلا رعاية مع إصابات في الرأس وأشخاص يخيطون الجروح بدون تخدير على الأرض كانت الفوضى عارمة والمشاهد مرعبة جدًّا”.

مصابون في مستشفى ناصر بخان يونس
مصابون في مستشفى ناصر بخان يونس (الأناضول)

“أسوأ من كل ما رأيته”

وعن معاناة الفرق الطبية في قطاع غزة قال “أعلم أنه الآن مع القصف الجاري في رفح ومشاهدة الأطفال معلقين ممزقين وأنصاف أجسامهم مقطوعة ومعلقة على الجدران لأنهم تعرضوا للتفجير، هذه المشاهد تحصل الآن لذلك أعرف بالضبط ما يعاني منه زملائي الآن في رفح وفي غزة عمومًا”.

وأضاف “الأطباء الفلسطينيون رائعون، إخلاصهم وإرادتهم في مقاومة الموت والبقاء على قيد الحياة كانت رائعة إنهم موهوبون جدًّا لكن لا يملكون شيئًا، لم يكن هناك مضادات حيوية لم يكن هناك مسكنات، في اليوم الأخير قبل مغادرتي نفد لدينا المورفين وهو مهم جدًّا في الكثير من إصابات العظام، ما أراه الآن أصبح أسوأ من كل ما رأيته”.

وعن الوضع في المستشفى الأوربي في غزة، قال “المستشفى كان مكتظًّا للغاية بما يقارب 300 إلى 400% فوق الطاقة الاستيعابية، كان هناك جثث ومرضى يرقدون في كل مكان على أرض المستشفى من الداخل والخارج، كانت أدوات التقويم العظمية بارزة في سيقانهم أو أذرعهم كانوا يصابون بالعدوى كانوا يتألمون لأنهم على الأرض، البيئة لم تكن معقمة وإذا نجوا من البتر في المرة الأولى فإن العدوى ستصيبهم فيضطرون إلى إجراء البتر مرة أخرى”.

وأضاف “الكثير من الأطفال الذين رأيتهم وأكثر من 60% من المرضى الذين رأيتهم كانوا أطفالًا كانوا هزلى لم يكن لديهم دهون كانوا يتضورون جوعًا لأنه كما تعلمون قامت إسرائيل بحصار غذائي منذ بداية الحرب على غزة”.

وعن نقص المستلزمات الطبية في قطاع غزة، قال “لم يكن لدينا ما يكفي من المستلزمات، ما يكفي من الشاش، ما يكفي من المضادات الحيوية، ما يكفي حتى من الأدوات، كانت الأدوات مغطاة بالصدأ إلى حد ما، وكان علينا التعامل مع الصدمة الكبيرة”.

وتتواصل الحرب التي يشنّها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ137، مع ارتكاب مجازر دامية ضد المدنيين الفلسطينيين وتنفيذ جرائم إبادة في مناطق التوغل ولا سيما في الجنوب؛ مما خلف عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، معظمهم من أطفال ونساء، ولا يزال هناك آلاف تحت الأنقاض.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان