حكاية افتراضية عبر الذكاء الاصطناعي للطفلة هند تروي فيها قصة استشهادها (فيديو)

هند عبر العالم الافتراضي: هنا أغمضت عيني، ولم أستيقظ أبدًا بعدها

حكاية افتراضية بتقنية الذكاء الاصطناعي تكشف عما حدث في الساعات الأخيرة من عمر “الصغيرة هند” التي استشهدت هي وعدد من أقاربها بعدما أطلقت عليهم دبابة إسرائيلية نيرانها وحاصرتهم قبل أن تقتل طاقم الإسعاف الذي توجه لإنقاذهم، حسبما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني.

تقول الطفلة، عبر الذكاء الاصطناعي “كان هذا آخر ما نطقت به.. أنا الصغيرة هند.. التي سمعتم حكايتها من (رغد) ابنة خالي.. أما الآن فآن الوقت أن تسمعوا الحكاية مني أنا. وأنا بدوري سأختصر الحكاية إلى الساعات الأخيرة من عمري، تحديدًا ما بعد استشهاد رغد وقبلها شقيقتها ليان، وقبلهما وفي دقيقة واحدة خالي بشار وزوجته وابنه الصغير محمد”.

تحكي “بعد استشهاد خالو بشار بسبع ساعات تقريبًا، وفي الخامسة من مساء يوم الاثنين التاسع والعشرين من يناير/كانون الثاني، وبينما كانت رغد تتصل بخالو عصام، للاستغاثة به، عاجلتها عشرات الطلقات، فلم تمكنها حتى من الصراخ. أخرسني الرعب والصدمة، لكنني كنت أشعر أنني التالية”.

تتابع “تحركت الدبابة التي أطلقت النار مرارًا نحونا، وسارت بمحاذاة السيارة تمامًا، تاركةً آثار جنزير عجلاتها على الطريق”.

وتكمل “كان من المؤكد أن من في الدبابة رأوني، لذا أخذت أصرخ، وأصرخ لعلهم يرقون لحالي وينقذونني. ربما قتلوا عائلتي بالخطأ، أنا لا أعرف معنى أن يقتل إنسان إنسانًا آخر بهذه البساطة، لذا تمسّكت بالأمل، إلى أن مرت الدبابة مبتعدة، قبل أن تستدير لتواجه السيارة من جديد”.

هند والمسعفان الذين أُعلن استشهادهما أيضا (الهلال الأحمر الفلسطيني)

وتضيف “هنا شعرت بالخوف أكثر، وشعرت أنها ستطلق نيرانها باتجاهي بدلاً من إنقاذي، كانت نوافذ السيارة مهشمة ولا تصلح للاختباء، ما زاد من رعبي”.

تقول “رأيت الهاتف ملقى تحت أقدام رغد، وكانت شاشته تومض بما يعني أن هناك اتصال قادم. رددت على المتصل، كانت امرأة طيّبة من الهلال الأحمر، لكن لا حيلة لها.. توسلت لها لإنقاذي.. وعدتني أن تفعل قصارى جهدها، بعد أن شرحت لي مقدار عجزها”.

تتابع “بعدها اتصل خالو عصام من جديد، حاول أن يهدئ روعي، أخبرته أنني متعبة وأريد أن أنام. وفجأة نفدت بطارية الهاتف، ونفدت معها سبل التواصل مع العالم”.

وتستطرد “نظرت مجددًا من نافذة السيارة المهشمة، للحظة عاد الأمل في النجاة، كانت هناك سيارة إسعاف تقترب مني، لقد صدق خالو عصام، وصدقت المرأة الطيبة، لقد نجح التنسيق وأتوا لإنقاذي”.

تكمل “صرخت (أنا هنا)، لكن صراخي تاه وسط صوت قذيفة انطلقت من الدبابة المتربصة على الجانب الآخر من الطريق. وما هي إلا لحظات وكانت النيران تشتعل في سيارة الإسعاف، وبداخلها من قدما حياتيهما من أجل إنقاذ صغيرة اسمها هند”.

وختمت “أغمضت عيني، ولم أستيقظ أبدًا بعدها.. وبعد اثنتى عشر يومًا عثروا على جثماني وجثامين أسرة خالو بشار وقد تحللت وضاعت ملامحها.. قتلتهم طلقات الدبابة.. فماذا عني؟! هل قتلني الرصاص؟ هل قتلني الرعب؟ هل مت خوفًا أو جوعًا؟!”.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان