“أمراض ما سمعنا بها”.. الطب البديل حيلة أخيرة في رفح للعلاج بعد نفاد الأدوية (فيديو)
تبرز الأعشاب أحد الخيارات المتاحة مع استمرار الحرب الإسرائيلية المستعرة
بسبب نفاد غالبية الأدوية وتردي الأوضاع الصحية في قطاع غزة، لجأ الغزيون إلى بدائل للعلاج والتداوي، مثل الأعشاب، أو ما يسمى الطب البديل.
وتبرز الأعشاب أحد الخيارات المتاحة مع استمرار الحرب الإسرائيلية المستعرة، وخاصة أن الصيدليات باتت شبه خالية من أبسط أنواع الأدوية كالمسكنات والمضادات الحيوية.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsرسالة من السنوار إلى الحوثي تشعل مواقع التواصل وموضوعات أخرى
حزب الله يحمّل إسرائيل مسؤولية انفجارات أجهزة البيجر
لبنان يعلن إغلاق المؤسسات التعليمية والوزير يوضح الأسباب للجزيرة مباشر (فيديو)
وقال الفلسطيني أحمد أبو غالي للجزيرة مباشر “الأعشاب يمكنها أن تسد من 70 إلى 80% من احتياجات المرضى المصابين بأمراض مثل القيء والإسهال والنزلات المعوية وارتفاع درجة الحرارة والصداع ونزلات البرد وغيرها”.
على وشك النفاد
وحذر صاحب أكبر وأقدم عطارة أعشاب في مدينة رفح من احتمال نفاد الأعشاب التي يعتمد عليها الغزيون في الوقت الحالي، وهو ما يعني أنه لن يكون هناك بديل لها، معبّرًا عن خوفه من هذه الكارثة المحتملة.
وفي رسالة وجّهها إلى العالم، أردف أبو غالي “اتقوا الله في الشعب، ما في معابر، والناس لا تريد معلبات وطعام، الناس بدها الحرب تقف، الشعب اندبح من الوريد إلى الوريد”.
وأوضح سامر عابدين، وهو عامل بمحل للأعشاب، أن الإقبال الهائل على الطب البديل أدى إلى استهلاك كميات كبيرة من الأعشاب في السوق تصل إلى 80% تقريبًا، مشيرًا إلى عدم إمكانية توفيرها مرة أخرى بسبب الحصار المفروض على القطاع “نتمنى تنفتح المعابر وتدخل الأدوية لأن الأعشاب تخفف الآلام ولا تداوي بشكل كامل”.
“أمراض ما سمعنا بها”
وخلال رحلة بحثها عن علاج عشبي لابنتها، سردت أم أكرم قصة اضطرارها إلى الطب البديل، قائلة “رحت المشفى ما لقينا لا علاج ولا سرير، يداووا المرضى على الأرض”.
وتتمنى أم أكرم عودة القطاع الصحي كما كان في السابق، لأن الطب البديل والوصفات وإن كانت قوية لكنها لا تغني عن الطب الكيميائي “الطبيب بيشخص المرض وبيعرف العلاج المناسب”.
وأضافت أم أكرم للجزيرة مباشر “اطلعوا للشعب بعين الرحمة والإنسانية، إحنا تعبنا من الحرب وصارت عنا أمراض ما سمعنا بيها”.
البديل الوحيد
ومن وجهة نظر المواطن أبو أحمد، فإن دق أبواب العطارة والاستعانة بالأعشاب هو البديل الوحيد للأدوية بالنسبة لأهالي غزة “أصبحنا نعالج أطفالنا بالأعشاب، زي الينسون والحلبة وحبة البركة والشومر والزنجبيل”.
بدوره، بصفته متخصصًا في المجال، صرّح الدكتور ناصر حسنين، خبير الأعشاب الهندية ومدير مركز رفح للأعشاب الطبية، بأن هناك إقبالًا متزايدًا في الآونة الأخيرة على التداوي بالطب البديل أو الأعشاب، مشيرًا إلى أن هذا الإقبال بات لافتًا أكثر خلال الحرب المستمرة على القطاع.
وأوضح حسنين أن اكتظاظ النازحين في مدينة رفح وشُح الأدوية الكيميائية وخروج غالبية المستشفيات من الخدمة، أدى إلى أزمة صحية كبيرة، اضطر على إثرها المواطنون إلى اللجوء للطب البديل.
وأشار خبير الأعشاب إلى مجهودات الأطباء في البحث عن وصفات من الأعشاب المتوفرة، لافتًا إلى أن أنواعًا من الأعشاب باتت غير موجودة في رفح، واختتم الدكتور ناصر بقوله “انظروا إلى قطاع غزة بعين العطف، الوضع صعب للغاية، وأعداد النازحين صعبة جدًّا”.