نساء في غزة يلجأن إلى حلق رؤوسهن لتجنب الأمراض (فيديو)

“الناس عفنت”.. بكلمات بسيطة لخص صالح أبو جزر -عامل في مصنع منظفات- معاناة النازحين جراء شح مواد التنظيف، معللًا أن إغلاق المعابر والحرب حال دون دخول مواد تنظيف جديدة إلى غزة.

كما كشف أبو جزر للجزيرة مباشر، أن المخزون المتوافر لديهم أوشك على النفاد، مؤكدًا أن ما لديهم من مواد تنظيف يكفي لمدة أقل من شهر.

ووفقًا لصالح فإن حلق شعر الرأس بات قرار أغلب نساء غزة، بل وامتد القرار إلى أبنائهن من الإناث والذكور وأزواجهن للحماية من أمراض فروة الرأس المنتشرة في ظل غياب النظافة.

وكانت منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة قد حذرتا من مخاطر انتشار وباء في قطاع غزة، في ظل تدهور المنظومة الصحية، مؤكدين وجود أدلة ومؤشرات على ذلك، دون تحديد نوع الوباء.

تحاول أم محمد صقر، جلي أواني الطعام باستخدام الماء فقط، سعيًا منها لتحصيل الحد الأدنى من النظافة، لعلها تحمي عائلتها من الأمراض المنتشرة داخل جدران المدرسة التي أجبرتها الحرب على النزوح إليها.

وتؤكد أم محمد للجزيرة مباشر، انتشار الأمراض بين النازحين بمدرسة الإيواء في رفح جنوبي غزة مثل الكبد الوبائي والقمل والجرب، بسبب شح مواد التنظيف والماء الكافي لتنظيف الأطفال، والخيام المهترئة والمتسخة.

ووصفت أم محمد ما يمر به أهل غزة منذ بدء الحرب بالموت المتعمد، قائلة “بنموت من الجوع ونموت من البرد ونموت من الحرب ونموت من قلة النظافة”، آملة أن تنتهي الحرب قريبًا على خير حتى تتمكن من تنظيف أطفالها الذين أصابتهم الأمراض جراء انعدام النظافة.

وتصف الطفلة سما مقداد، ببراءة، انتشار مياه الصرف الصحي في المدرسة التي نزحت إليها، مؤكدة “الأطفال صارت تمرض” بسبب عدم النظافة، وشح أدوات التنظيف.

وأعلنت الطفلة عن أمنيتها للعودة إلى منزلها لتحصيل بعض الأشياء التي كانت حقوقًا مشروعة بالنسبة لها في الماضي القريب.

وتشير سما التي تبدو أنيقة رغم بساطة ملابسها، إلى أن أطفال غزة “ولاد عز مش وجه بهدلة”، مؤكدة عدم ارتكابهم أي ذنب، لتحمل تبعات الحرب الحالية.

وتشرح الستينية أم العبد أبو رمضان، معاناة النازحين قائلة “نعاني في مخيم اللجوء من قلة الأدوية والمنظفات والمطهرات”، مؤكدة تفشي الأمراض بين النازحين، وإصابة الأطفال بأمراض جلدية متنوعة مثل الجرب والقمل، موضحة أن شح المال حال دون قدرتهم على شراء المنظفات غير المتوافرة أصلًا.

كما ترى أم محمد النجار، أن انتشار الأمراض راجع في المقام الأول إلى قلة النظافة، مشيرة إلى عدم توافر أدوات التنظيف مثل “الشامبو ومساحيق تنظيف الملابس، وكلور تنظيف الأرضيات”.

وتأمل أم محمد تقديم الدعم للنازحين في ظل عدم توافر أدنى مقومات الحياة.

ويرجع الشاب محمد أبو زهري، صاحب مصنع منظفات، أسباب أزمة شح أدوات التنظيف إلى الحصار ومنع دخول المواد الخام، حتى يتمكن أصحاب المصانع من صنع المنظفات.

وأشار إلى أن غياب أدوات التنظيف كان سببًا في انتشار الأمراض بين النازحين في مخيمات النزوح، مشيرًا إلى محاولتهم صنع المنظفات باستخدام مواد محلية في محاولة لتقليل من انتشار الأوبئة.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان