الحليب مستحيل على الأطفال بأمر الاحتلال.. صرخات استغاثة من داخل مجمع الشفاء في غزة (فيديو)

وصفت إحدى الأمهات الحياة داخل القطاع بأنها “مقبرة جماعية”

“أحمد أهل” طفل غزّي في عمر الزهور، مثل مئات الآلاف من أطفال القطاع، يضيع من بين يدي أمه وأمام عينيها، في دنيا لم يذق فيها سوى المر.

فلم يعد أحمد ذو السنوات الثلاث قادرًا على الحركة أو الوقوف على قدميه، وهو يبكي ألمًا من الجوع مع انقطاع حليب الأطفال وشح شتى أشكال التغذية.

بكاء الألم

أم أحمد المكلومة وصفت لكاميرا الجزيرة مباشر، حاله والحسرة تعتصرها فقالت “ابني كان طفلا طبيعيا يمشي ويمارس حياته قبل الحرب ولكن سوء التغذية والقصف أثرا على حالته النفسية والبدنية، وجعلاه ملازمًا الفراش لا يقوى على الحركة، يبكي دائمًا من الألم”.

“تطلعوا إلينا بعين الرأفة”.. صرخة أم أخرى من داخل مستشفى الشفاء المنكوب، تناشد العالم لإنقاذ الأطفال من الموت جوعًا ومرضًا، واصفة الحياة داخل القطاع بأنها “مقبرة جماعية”، وسط تجاهل العالم والجيران لمحنتهم.

وبمرارة، روت أم تحمل رضيعها الذي يتضوّر جوعًا، رحلتها اليومية المؤلمة المحفوفة بالأخطار بحثًا عن الحليب، لتعود الأم إلى مستشفى الشفاء خالية الوفاض، لعلها تجد هناك ما يسد رمق طفلها.

طفل آخر يبكي دون توقف من ألم الجوع، وأمه تسعى بين أرجاء مستشفى الشفاء بعد أن تقطعت بها السبل، وعجزت عن العثور على قطرة حليب تسد بها جوعه.

حصار مطبق

ويشهد مستشفى الشفاء شمالي قطاع غزة، حالات يومية لوفاة رضع وأطفال، نتيجة النقص الحاد في التغذية بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل منذ بدء الحرب، ويروي الأطباء قصصًا مؤلمة لحالات يستقبلها المستشفى يوميًّا لأطفال يعانون هبوطا في السكر وجفافا شديدا بسبب قلة الطعام وسوء التغذية.

عجز وقهر وألم يعتصر قلوب أمهات قطاع غزة، وأيام تمر كالدهر من الجوع والعوز وشدة المعاناة في رحلة لا تحتمل، لتأمين الحليب لأطفال يتضورون جوعا، وقد نجوا من القصف ليتلقفهم خطر الموت جوعًا.

ومنذ ساعات، أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وفاة الطفل الجريح محمد إيهاب جميل في مستشفى الشفاء، بسبب عدم توفر الغذاء والدواء.

وفي وقت سابق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إن “دعوات الوكالة لإرسال المساعدات الغذائية إلى شمال قطاع غزة تم رفضها ولقيت آذانا صماء”. وذلك بعدما قالت الوكالة إنها لم تتمكن من إدخال أي مساعدات إلى القطاع منذ أكثر من شهر.

قصص مأساوية لا حصر لها تخرج من كل شبر في قطاع غزة على مدار الساعة، وكابوس لا ينتهي لأطفال يدفعون ثمن الرعب والتجويع وآلة حرب أتت على أحلامهم البسيطة كما أتت على الأخضر واليابس.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان