كيف تعامل الإعلام الأمريكي مع خبر وفاة الجندي الذي أحرق نفسه احتجاجا على الحرب في غزة؟

تجاهلت وسائل إعلام أمريكية شهيرة الأسباب التي دفعت أرون بوشنل، الجندي بالقوات الجوية الأمريكية، إلى أن يضرم  النار في نفسه خارج السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وهي احتجاجه على “الإبادة الجماعية” التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة.

وعلى سبيل المثال، خرجت صحيفة واشنطن بوست بعنوان يوم الثلاثاء 26 فبراير/شباط عن بوشنل يقول “الطيار الذي أضرم النار في نفسه نشأ في مجمع ديني”، دون أن يرد في العنوان إشارة لأنه كان يحتج على العدوان الإسرائيلي على غزة.

أما صحيفة “يو إس توداي” فكان عنوانها عن الحادث “وفاة عضو القوات الجوية أرون بوشنل بعد أن أضرم النار في نفسه بالقرب من السفارة الإسرائيلية”.

تعتيم غربي

وتداول الناشطون على مواقع التواصل الإجتماعي صورا من تغطية صحف وشبكات أمريكية كبيرة، من بينها واشنطن بوست وسي إن إن، للحادث بشكل تجاهلت فيه السبب الذي دفع بوشنل لإحراق نفسه.

وانتقدت الكاتبة العربية، سمر جراح عبر حسابها بمنصة “إكس” التعتيم الأمريكي، قائلة “الخبر على صفحة نيويورك تايمز. لا ذكر لفلسطين أو ‎غزة”.

الخبر على صفحة نيويورك تايمز. لا ذكر لفلسطين او #غزة #آرون_بوشنل pic.twitter.com/BXl3cLq35C

— Samar D Jarrah (@SamarDJarrah) February 26, 2024

وأضافت “خبر موقع سي إن إن يقول “عضو في سلاح الجو يشعل النار بنفسه خارج سفارة إسرائيل في واشنطن. لا ذكر لغزة أو الإبادة في عنوان الخبر”.

وكان بوشنيل توجه نحو السفارة الإسرائيلية في واشنطن الأحد الماضي، ولدى وصوله سكب وقودا على رأسه وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ “الحرية لفلسطين” حتى توقف عن التنفس.

وقبيل إضرامه النار بنفسه، قال بوشنيل “سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم”.

واكتفت القوات الجوية الأمريكية بنعي بوشنل وتقديم التعزية إلى أهله دون خوض في تفاصيل ما قام به أو دوافعه.

وقالت القوات الجوية الأمريكية في بيان الثلاثاء إن بوشنل (25 عاما)، وهو متخصص في عمليات الدفاع الإلكتروني، توفي متأثرا بجروح أصيب بها في الحادث.

وذكرت الكولونيل بالقوات الجوية الأمريكية، سيلينا نويز، في البيان “عندما تحدث مأساة كهذه، يشعر بها كل فرد في القوات الجوية. نعرب عن تعازينا العميقة لعائلة وأصدقاء الجندي بوشنل”.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن الوفاة كانت “حدثا مأساويا”، وإن وزير الدفاع لويد أوستن يتابع الوضع.

وتشن إسرائيل حربا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أسفرت عن نحو 30 ألف شهيد و70 ألف مصاب، إضافة إلى دمار هائل في البنية الأساسية، ونزوح نحو 1.5 مليون إلى رفح جنوبي القطاع.