صيادو غزة يصفون حالهم في زمن الحرب (فيديو)

تخطفت يد الاحتلال أعمارهم وأقواتهم وتركت من نجا منهم يقبع بين أنياب الجوع والعوز، فقد كان صيادو غزة فيما مضى بستانيو البحر وأبناؤه، وأصبحوا بعد الحرب أيتاما لا مُعيل لهم ولا كفيل.

“اليوم البحر حزين من قلة الصيادين، ومن قلة الناس اللي بتسترزق منه” بهذه الكلمات الحزينة بدأ الحاج إسحاق الهسة حديثه عن حال الصيد والصيادين في غزة.

ويعتبر الحاج إسحاق، الشهير بأبي محمود، واحدا من أقدم الصيادين في غزة، حيث كانت عائلته تمتلك خمسة لانشات دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تماما.

وواصل الحاج إسحاق حديثه بأسى وألم موضحا أن ميناء غزة أصبح ينتج 10 كيلوغرامات من السمك يوميا، بعد أن كان ينتج سابقا 15 طنا في اليوم.

وتساءل أبو محمود بحزن “ما الذنب الذي اقترفه الصيادون حتى يتم عقابهم هكذا؟”.

شباك بلا صيد.. هذا هو حال صيادي غزة
شباك بلا صيد.. هذا هو حال صيادي غزة (رويترز)

صيد الأسماك باليدين

وحاول محمد أبو ضلفة، وهو صياد آخر في ميناء غزة، أن يلتقط بيديه بعض الأسماك قرب التجمعات الصخرية، مؤكدا أن جوع أطفاله فقط هو ما أنزله إلى البحر متجاهلًا أوجاع عملية القلب المفتوح التي أجراها مؤخرا.

ويستعرض أبو ضلفة بضع سمكات صغيرات، هي نتاج عمل يومه، قائلا في خجل إن هذا النوع من الأسماك كانوا يعيدونه في البحر لصغره، لكنهم اليوم أصبحوا مجبرين على صيده لسد جوع أطفالهم.

وأرجع السبب في قلة ما يصطادونه يوميا إلى تدمير قوات الاحتلال للمراكب والقوارب، الأمر الذي جعلهم يصطادون بالطرق البدائية مثل الشباك والصنارة.

وقدم أبو ضلفة في نهاية حديثة حصيلة ما اصطاده طوال اليوم، هو وصيادان آخران، ولم تتعد تلك الحصيلة قرابة كيلوَي غرام (2 كلغ).

دفعهم الجوع إلى البحر

ولم يختلف حال رامي أبو حميد كثيرا عن غيره من زملاء المهنة وشركاء المأساة، فقد دفعه الجوع كذلك صوب الميناء، إذ أقسم على أنه لا يمتلك رغيف خبز واحدا في داره.

واستنكر رامي بشدة قيام قوات الاحتلال بضرب وتدمير مراكب الصيادين واستهدافها المتكرر مشيرا إلى قتل الكثير من الأسماك جراء إطلاق الصواريخ والفسفور في البحر.

وتشنّ إسرائيل حربا على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أسفرت عن نحو 30 ألف شهيد و70 ألف مصاب، إضافة إلى دمار هائل في البنية الأساسية، ونزوح نحو 1.5 مليون إلى رفح جنوبي القطاع.

المصدر : الجزيرة مباشر

إعلان