“جعانين وخايفين”.. أم تصف حال طفليها بمخيمات النزوح على وقع القصف (شاهد)

تستيقظ سماهر أبو كويك من ساعات الصباح الباكر، للقيام بمهام عدة فُرضت عليها بعد نزوحها من منزلها قسرًا في شمالي قطاع غزة إلى الجنوب حيث مدينة رفح.
الجزيرة مباشر عايشت النازحة سماهر وزوجها محمد، للوقوف على كيفية قضاء يومهما داخل خيمتهما وسط المخيم الذي يقع قرب الحدود المصرية في رفح.
وتقول سماهر إن روتين يومها تغيّر تمامًا بعد الحرب “بنام بدري جدًّا من الخوف”، مؤكدة أن أصوات القصف ليلًا مرعبة، موضحة أن أطفالها يقومون بوضع أيديهم في آذانهم بمجرد سماع أصوات الانفجارات.
وتصف الأم بألم رعبها من القصف ومحاولتها إخفاءه لتشد من عضد طفليها “ولكن من جوه أنا مدمرة”.
وأضافت أن رحلة حصول الأسرة على الطعام والشراب والملابس صعبة للغاية، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها قطاع غزة على وقع الحرب، مؤكدة نزوحهم من منزلهم دون شيء هربًا من الموت.
“عدينا على الجثث والأشلاء أنا وأولادي” بهذه الكلمات وصفت سماهر رحلة نزوحها من شمالي قطاع غزة إلى وسطه برفقة زوجها وطفليها، ثم لجوئهم إلى مستشفى الشفاء، وأخيرًا نزوحهم إلى الجنوب بالقرب من الحدود المصرية.
وتقول سماهر للجزيرة مباشر، وهي تمشط شعر طفلتها، إن الخيمة لا تقيهم حر النهار ولا برد الليل، مشيرة إلى غرق الخيمة ومحتوياتها جرّاء المطر.
وقد توقفت سماهر عن استخدام هاتفها النقال، موضحة أن عملية شحن الهاتف أصبحت مرهقة ماديًّا، ومع عدم توافر الاحتياجات الأساسية أصبح استخدام الهاتف من الرفاهيات.
وعن طفليها تقول الأم الشابة بحسرة “أولادي بيناموا جعانين وبيبقوا مش مرتاحين”، واصفة نوم طفليها “غير مرتاحين” طوال الليل تحت وطأة الجوع والقصف.
وتأمل الأم، وهي تقوم بإعداد الخبز لأسرتها، أن تتوقف الحرب في القريب العاجل “لأننا تعبنا، وكده كتير”.
وروت سماهر للجزيرة مباشر بأسى قصة استشهاد والد زوجها، موضحة أنه جرى قنصه من قِبل قوات الاحتلال، وانتُشلت جثته بعد يومين من اختفائها.
ويرى زوجها محمد حيدر، الذي يعمل حلاقًا، الوضع في غزة على وقع الحرب صعبًا للغاية، مشيرًا إلى زهده في الحياة ووصوله إلى مرحلة متقدمة من اليأس. ويشعر حيدر بقهر نتيجة الطريقة التي فقد بها والده دون وداع، متسائلًا “ماذا فعل والدي للاحتلال ليقوم بقنصه؟”.
وبدوره، اشترى حيدر ما توفر له من عدة الحلاقة للقيام بعمله وتوفير قوت يوم أسرته الصغيرة، ويقوم بالحلاقة لأطفال المخيم مقابل أجر زهيد حتى يتمكن من التكفل بمتطلبات الأسرة، مؤكدًا أن دخله قليل جدًّا في ظل عدم توافر السلع مع ارتفاع أسعارها.
وعبّر حيدر عن أمانيه بعد توقف الحرب بدون تردد، قائلًا “ربنا يجمعني بالوالدة على خير خاصة بعد رحيل والدي”. وناشد الأب بحسرة العالم أن ينظروا إلى أهل غزة وأطفالها بعين الرحمة، ومراعاة حقهم في حياة كريمة وأن يعم وطنهم السلام.