نيويورك تايمز: أربعة مسارات ممكنة للإطاحة بحكومة نتنياهو

قالت صحيفة نيويورك تايمز، في تحليل نشرته اليوم الاثنين، إنه يُعتقد على نطاق واسع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في آخر مراحل حكمه، وإنه سيُجبَر على مغادرة منصبه بمجرد أن تنتهي الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
وأضافت الصحيفة أن “شعبية نتنياهو تراجعت بشكل تاريخي في استطلاعات الرأي، إذ يحمّله الكثير من الإسرائيليين مسؤولية الفشل الأمني الذي أسفر عن هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وما تبع هذه الهجمات من حرب صعبة”، إضافة إلى مواجهة اتهامات بالفساد يجري التحقيق فيها منذ مدة طويلة.
ونقلت نيويورك تايمز عن آنشيل بفيفر، الكاتب في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، قوله “إننا جميعًا نتطلع إلى مرحلة ما بعد ‘بيبي’ (وهو الاسم الذي يشتهر به نتنياهو) لكن لا يوجد طريق لإجباره على الاستقالة”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يوجد من الناحية القانونية ما يجبر نتنياهو على الدعوة إلى انتخابات عامة قبل الموعد المحدد لها في أكتوبر 2026، وعلى الرغم من ذلك فإن هناك مسارات يمكن أن تجبر نتنياهو على الرحيل، وهي:
المسار الأول: انهيار التحالف الذي يقوده نتنياهو
وهذا هو أبسط المسارات للإطاحة بحكم نتنياهو، حسب ما أوضحت الصحيفة، إذ يمتلك التحالف الذي يقوده نتنياهو 64 من مقاعد الكنيست التي تبلغ 120 مقعدًا، ويكفي خروج خمسة نواب من هذا التحالف ليفقد الأغلبية، وهو ما يعني ضرورة الدعوة إلى انتخابات عامة خلال ثلاثة أشهر.
ويعتمد نتنياهو على حزبين من أحزاب اليمين المتطرف، بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، ولديهما معًا 13 مقعدًا في الكنيست، لاستمرار التحالف الذي يُمكّنه من البقاء في الحكم.
ويعارض كل من سموتريتش وبن غفير إقامة دولة فلسطينية، ويطالبان بعودة المستوطنات إلى قطاع غزة. كما يعارضان أي صفقة لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل الأسرى الفلسطينيين، وهي صفقة ضرورية للوصول إلى هدنة طويلة الأجل في غزة، حسب ما قالت الصحيفة.
وفي حال قيام زعيم المعارضة يائير لابيد بمساندة نتنياهو لإبرام صفقة للإفراج عن الأسرى، وخرج بن غفير وسموتريتش من التحالف بسبب رفضهما لهذه الصفقة، فإن مساندة لابيد ستكون مؤقتة، وبعدها يمكن أن ينهار التحالف الذي يقوده نتنياهو وتتم الدعوة إلى انتخابات عامة مبكرة.

المسار الثاني: تغيير قيادة حزب الليكود
أما المسار الآخر للتخلص من حكم نتنياهو، فهو أن يقوم خمسة أعضاء في البرلمان من حزب الليكود بالانسحاب من الحكومة والاتفاق على قيادة جديدة للحزب بدلًا من نتنياهو، وبعدها الوصول إلى اتفاق مع بقية الأحزاب المتحالفة مع الليكود لكي تستمر الحكومة.
والمشكلة التي تواجه هذا المسار هي المنافسة بين أبرز المرشحين لخلافة نتنياهو من حزب الليكود، وعلى رأسهم وزير الدفاع الحالي يوآف غالانت، إذ يرى كل منهم أنه الأحق بقيادة حزب الليكود ورئاسة الحكومة.
ونقلت الصحيفة عن آنشيل بفيفر، المحلل بصحيفة هآرتس، قوله “نتنياهو لديه خبرة كبيرة في الوقيعة بين المنافسين، وتهديدهم -بملفات لديه- بالموت السياسي إذا تحركوا ضده”.

المسار الثالث: انهيار حكومة الحرب
ويقوم هذا المسار على أساس انسحاب بيني غانتس وغابي أشكينازي -وهما جنرالان سابقان يحظيان بالاحترام في إسرائيل- من حكومة الحرب الحالية، وبعدها يحاولان قيادة تحرك في الكنيست للدعوة إلى انتخابات مبكرة.
وحسب ما أشارت الصحيفة، فإن غانتس هو أكثر السياسيين شعبية في إسرائيل، وبالتالي عليه أن يقرر متى يغادر حكومة الحرب ويعمل على إسقاط حكم نتنياهو. كما أن أشكينازي عضو في الحزب الذي يقوده غانتس، وهو من المنتقدين بشكل واضح لنتنياهو.
المسار الرابع: احتجاجات واسعة رافضة لنتنياهو
قالت الصحيفة إن هذا المسار يعُده البعض الأكثر احتمالًا، وهو عودة المظاهرات المناهضة لحكم نتنياهو التي قسمت إسرائيل لمدة تسعة أشهر قبل بداية الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي.
غير أن أكبر عقبات هذا المسار هو الانقسام بين القوى الرافضة لنتنياهو بشأن قضايا مهمة مرتبطة بالحرب، مثل صفقة الأسرى، ومستقبل غزة بعد الحرب، ومستقبل العلاقة مع الفلسطينيين.
وإذا قرر غانتس وأشكينازي الخروج من حكومة الحرب فإن الأمر يتوقف على مدى قدرة معارضي نتنياهو وعائلات الأسرى في غزة وعائلات الجنود الذين قُتلوا أو جرحوا على القيام باحتجاجات مستمرة يمكنها تغيير الوضع السياسي، والدعوة إلى انتخابات مبكرة تنهي حكم نتنياهو.